أحيا الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة أول من أمس الذكرى الثانية والتسعين لوعد "بلفور المشؤوم" بالتأكيد على التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية ودعوات تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لإقامة الدولة الفلسطينية. وأجمعت الفعاليات والهيئات الفلسطينية على تجديد التنديد بوعد بلفور وتأكيد الحق الفلسطيني في الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة. وكان وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور أصدر في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1917 وعداً سمي بوعد بلفور منح فيه اليهود حق إقامة دولة فوق الأراضي الفلسطينية تحت شعار "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". وبهذه المناسبة دعا المجلس الوطني الفلسطيني برلمانات العالم وفي مقدمتها برلمانات أوروبا والأمريكيتين إلى ممارسة ضغوطها على حكوماتها من أجل إلزام (إسرائيل) بقرارات الشرعية الدولية. وطالب المجلس في بيان صحافي البرلمانات بالضغط على (إسرائيل) وإجبارها على تنفيذ القرارات الدولية في مقدمتها الانسحاب إلى حدود 1967 وإزالة الاستيطان من كافة الأراضي المحتلة بما فيها القدس. وذكر المجلس الوطني، العالم أجمع أن الشعب الفلسطيني قد هُجر من أرضه "التي أقام عليها اليهود دولتهم المعتدية عام 1948، ومازال هذا الشعب مشردا والباقي منه تحت الاحتلال والحصار، لذلك فإن الضغوط السياسية ينبغي أن تمارس ضد الاحتلال لا ضد الضحية خاصة عندما يتعلق الأمر بوقف الاستيطان مقابل استئناف المفاوضات". بدورها أكدت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية على أن "الشعب الفلسطيني لن ينسى مدنه وقراه، وسيبقى متشبثا بأرضه وهويته متمسكا بحقه العادل والمشروع في العودة إلى دياره التي شرد منها عام 48 طبقا للقرار 194". وطالب زكريا الآغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون اللاجئين في بيان صحافي المجتمع الدولي بنصرة القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في العودة. وشدد على ضرورة أن تقوم بريطانيا بتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني ونصرة "قضيته العادلة" في التحرر والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس باعتبارها الدولة الأولى المسئولة عن مأساته. وفي السياق ذاته، اعتبرت مفوضية الإعلام والثقافة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أن وعد بلفور كان "بداية لمعاناة الشعب الفلسطيني الطويلة". وقالت المفوضية في بيان صحافي "إن هذا الوعد كان بداية الظلم التاريخي الذي لم يسبق له مثيل لشعبنا الفلسطيني تتحمل مسؤوليته الأخلاقية والسياسية بريطانيا وجميع الدول الاستعمارية الكبرى التي دعمت هذا الوعد وساعدت في تنفيذه منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا". وطالبت الحركة في بيان صحافي أوروبا وبريطانيا بشكل خاص الى أن تتحمل المسؤولية الأخلاقية عن "الجريمة التي ارتكبتها بحق أبناء شعبنا الفلسطيني". وقالت "إن كل العرب والمسلمين حكاما وشعوبا مطالبون ببذل كل طاقاتهم لتحرير فلسطين والمقدسات التي دنسها الاحتلال".