منذ استيلاء الصهاينة على أرض فلسطين بالقوة والجبروت والعدوان، والمملكة تقف مع أشقائها الفلسطينيين منافحة ومدافعة، ولعل الذاكرة العربية مازالت تختزن ذلك اللقاء التاريخي الشهير الذي جمع بين الملك عبدالعزيز والرئيس الأمريكي روزفلت وقتذاك حيث اتضحت منذ ذلك التاريخ مواقف المملكة المشرفة تجاه القضية الفلسطينية العادلة، فليس من الغريب والحالة هذه أن يعرب دولة رئيس وزراء فلسطين أثناء زيارته الرسمية المملكة عن تقديره للدور السعودي الرائد المؤيد للحقوق الفلسطينية المشروعة ودعم المملكة المتميز لقضية العرب المركزية، فوقوف المملكة إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في نضالهم لاسترداد حقوقهم وبناء دولتهم المستقلة يدخل ضمن الثوابت السياسية الراسخة للمملكة، ويقع على رأس اهتمامات القيادة السعودية، وليس أدل على ذلك من الوقفات الشجاعة للمملكة في كل محفل للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، فما يتعرض له شعب فلسطين من قتل وتدمير وتشريد أمام مرأى ومسمع من العالم يعتبر وصمة عار في جبين المجتمع الدولي الذي كان لابد أن يتحرك منذ زمن بعيد لوقف الاعتداءات الاسرائيلية الغاشمة المتواصلة على الشعب الفلسطيني، فالعالم بأسره يدرك أن تسوية الأزمة الفلسطينية/ الاسرائيلية بشكل عادل ودائم لن تتأتى إلا برضوخ إسرائيل لمسوغات ومتطلبات السلام والاصغاء لمنطوق الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وستبقى المملكة وفية لالتزاماتها إزاء الشعب الفلسطيني الشقيق بمد يد العون له والتخفيف من آلامه وتوظيف أثقالها السياسية والاقتصادية من أجل نصرة القضية الفلسطينية ومدها بكل مساندة ممكنة حتى تتحقق التسوية المنشودة لشعب لا يسعى إلا لاسترداد حقوقه المشروعة من براثن الصهاينة مهما طال الصبر وامتد العدوان.