الغطرسة رأس هرم لقاعدة رؤوس زواياها الغباء والعجب والكبر، لن تكون أتقى من محمد ولا أعلم من أدم ولا أجمل من يوسف ولا أملك من سليمان عليهم السلام، بكبره أغرق فرعون وخسف بقارون ولعن إبليس. من أنت حتى تتكبر! تهرب من الرمضاء ويؤذيك الغبار ويقتلك من لا تراه (الفيروس)! ما حجمك لهذا الكون وأنت تحتويك المرآة، جاء في الحديث القدسي قوله عز وجل (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار). المال، العلم، الأخلاق، مثلث امتلاك القلوب، لفقره قد يعذر الانسان بعدم إنفاقه وبعدم علمه قد يعذر بجهله ولن يعذر بكبره فالجميع يمتلك أدوات التواضع. يستتر تحت عباءة الكبر الغش والكذب والتدليس والفشل والرياء وحب الظهور وعدم الحياء والغباء الذي يفقد معه صاحبه في لحظات كبره مالا يستطيع الحصول عليه سنوات من تواضعه، ويتضاعف غباؤه بفقره فهو ضمن الثلاثة الذين لا ينظر الله اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (عائل مستكبر) جمع الخسارتين (عاش عذاب الفقر بالدنيا ليجد عذاب الكبر بالآخرة) فأي غباء يحمل هذا؟ ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الإفلاس والكفر بالرجل ويل المتكبر كالذي ينظر للناس من أعلى الجبل فيراهم صغاراً ويرونه صغيراً، الكبر مانع من تطوير الذات، عائق من الوصول لما عند الآخر من الخبرات والتجارب والمهارات، حاجز من طلب العلم، فشعور صاحبه بالكمال معارض لطلبه العلم الذي هو اعتراف منه بالنقص (وقد قيل لا يتعلم متكبر أو مستحي). فهو عالم بلا علم وغنى بلا مال واجتماعي بلا علاقات، يعيش شكلا لا مضمونا يفشل عند أقل امتحان ويسقط عند أول عقبة، فذرة هواء تطفىء بريق فقاعات الصابون. ان تقمصك أدوار الآخرين إقرار منك بضعفك وعدم مقدرتك للوصول إلى ما وصلوا إليه، فشكلا أنت معهم وحقيقة أنت خلفهم. وفي الغرب يقال: ان أصدق دور تقوم بأدائه هو شخصيتك الحقيقية. وحذر أن تكون شخصيتك مزورة. قال صلى الله عليه وسلم (المستكثر بما لم يعط كلابس ثوبي زور) .