في الوقت الذي انطلقت فيه كأس الخليج السابعة عشرة انطلق كثير من المهتمين بكرة القدم الى البر. فالاجواء الساحرة هذه الايام تشجع الكثير على الذهاب الى البر وكأس الخليج ستذهب معهم عبر النقل المباشر. والمولعون بالبر في هذه الايام من كل عام (بعد هطول الامطار) لايريدون تفويته عليهم ولذلك يجب ألا نتوقع حضورا جماهيرا كبيرا وهذا يدعونا الى ان نطالب بان تقام كأس الخليج بنظام الذهاب والاياب فذلك سيؤدي الى نجاح الكأس الخليجية بصورة اكبر اذا اخذ في الاعتبار الاهمية الكبرى للحضور الجماهيري. فنظام التجمع لايخدم الكأس الخليجية كما خدمها سابقا مع اعتقادي بان تكون هذه الدورة من اقوى الدورات الفنية من خلال اتساع رقعة التنافس والمرشحين على اللقب الخليجي بعد التطور الكبير للمنتخبات الخليجية الاخرى مثل المنتخبين العماني والبحريني وعودة المنتخب العراقي المولود خارج وطنه بقيادة مدربه الكبير والرائع عدنان حمد وبمجموعة من اللاعبين المهرة والمميزين فنيا ومهاريا. ولو نظرنا نظرة سريعة الى المنتخبات الثمانية الخليجية من حيث المستوى العام والاستعداد النفسي والفني فسنجد ان المنتخب السعودي افضل نفسيا بعد ابتعاده عن ضغوط الترشيحات الكبيرة المصاحبة له في كل دورة وعدم اهتمام الشارع الرياضي بالكأس الخليجية مقارنة بالتأهل الى كأس العالم القادمة وفنيا فان منتخبنا لم يعد كما كان سابقا ولكنه قادر على تحقيق الكأس وما نتأمله ان يساهم تحقيق الكأس الخليجية في انتعاش وعودة الاهتمام الكبير من قبل الدولة بكرة القدم من خلال ضخ الاندية بالاموال التي تساعد على النهوض بالاندية من جهة والمسابقات المحلية من جهة اخرى. والحقيقة فان المنتخب العراقي الاكثر انسجاما وتآلفا بين عناصر الفريق قد يكون اول المرشحين لخطف هذه الكأس. فالاحتراف الخارجي لاغلب عناصره قد يحقق ما عجز عنه احترافنا الداخلي. ويأتي المنتخبان العماني والبحريني في قائمة الترشيح الثانية وفقا لما قدمه في كأس آسيا الاخيرة في الصين قبل عدة شهور ويتميز المنتخب العماني بجرأة مدربه من خلال اللعب المفتوح وعدم التقوقع في الخلف ولديه مجموعة من اللاعبين القادرين على تطبيق النهج المفتوح المنظم وجرأة مدربهم ماتشالا ساهمت في رفع الروح القتالية لديهم. ويسعى المنتخب البحريني الاكثر نضوجا الى خطف الكأس لكي تساهم في زيادة احتراف اللاعبين خارجيا كما ساهمت البطولة الآسيوية في ذلك. ومع ارتفاع المستوى الفني والنفسي للمنتخب الكويتي وتأهله الى التصفيات النهائية لكأس العالم على حساب المنتخب الصيني واستفادته من دروس اخفاقات الماضي فانه يأتي مع منتخبنا السعودي في قائمة الترشيح الثالثة. ويأتي المنتخبان القطري والاماراتي في قائمة الترشيح الرابعة مع ان ما قدم للكرة القطرية والاماراتية في السنوات الاخيرة من اموال وبرامج وارتفاع اهتمامهم بالمسابقات المحلية والتفوق الكبير على مستوى انديتهم لايتوافق مع ما يقدمه المنتخبان في البطولات الآسيوية والخليجية وتصفيات كأس العالم حيث شاهدنا كيف تغلب المنتخب اليمني على المنتخب الاماراتي صاحب الخبرة والحضور في تصفيات كأس العالم وخسارة المنتخب القطري من منتخب اندونيسيا في الصين. ويظل المنتخب اليمني خارج الترشيحات قياسا بالمنتخبات الاخرى.