على الرغم من الاستقرار الفني والتفوق العددي من حيث النجوم في صفوف منتخبنا الوطني الا أن الجمهور الرياضي السعودي لا يشعر بالاطمئنان وليس لديه الكثير من التفاؤل في تحقيق كأس الخليج القادمة وذلك لاعتبارات وأسباب قديمة بدأت مع أول مباراة انطلقت معها بطولات الخليج واستمرت حتى الآن ولا تكاد تسمع من بين الآراء الفنية وغير الفنية التي تصدر من المدربين واللاعبين والنقاد والإعلاميين والمسؤولين من يتحدث عن الأجهزة الفنية وطرق اللعب وإمكانات اللاعبين وتتفق الأغلبية على ان دورة الخليج عبارة عن حوار استفزازي تسيطر عليه التصاريح الجريئة والعوامل النفسية والحقيقة الثابتة والصحيحة انه لا يمكن لأي منتخب في العالم ان يفوز ويستمر في تحقيق البطولات ما لم يكون الرصيد الفني هو الأساس والداعم والمؤثر في جميع مبارياته ولاشك ان لجميع الأمور المساندة الأخرى حضوراً وتأثيراً ولا يمكن لهذه الأمور أن تتفوق أو تقارن بالنواحي الفنية والدليل أن المنتخب الكويتي عندما كان يسيطر على دورات الخليج كان يملك عناصر ونجوماً على أعلى المستويات وفي كل الخانات والخطوط وكرة القدم تحتاج إلى تكامل ووجود من كافة العناصر والأسباب وتأتي الأمور الفنية هي الأهم وهي العوامل الحاسمة في تحقيق الانتصارات. @@ يتميز منتخبنا الوطني عن باقي المنتخبات الخليجية بوجود البديل الجاهز لسد الثغرات وتعديل الأخطاء وهذه الميزة يفتقدها المنتخب العماني المتكامل والقوي في الخطوط الأساسية والمتابع للبطولات التي استطاع ان يحققها المنتخب القطري يجد أنها ارتبطت بمدى استطاعت المنتخب بالمحافظة على نفس التشكيلة والعناصر الأساسية التي بدأ بها أولى المباريات وحتى النهاية وهذا دليل على عدم التجهيز الجيد وتوفر البدلاء. اما المنتخب العراقي وهو من أكثر المنتخبات الخليجية قوة ومحاولة وتصميماً في كل الأحوال ومع كل الظروف إلا أن المستويات الفنية لدى أغلب نجومه لم تعد ثابتة وأصبحت تختلف من مباراة الى مباراة ومن بطولة الى بطولة وقد يكون المنتخب البحريني هو أكثر المنتخبات الخليجية تحقيقاً لبعض المفاجآت إلا أنني استبعد أن يكون له حظوظ بخطف اللقب وذلك لعدم وجود شخصية البطل لدى أغلب أفراده ولا يملك النفس الطويل الذي تحتاجه مثل هذه البطولات وتبقى الأوضاع الإدارية والمستويات الفنية بالنسبة للمنتخب الكويتي غير جيدة ولا تليق بتاريخ الفريق اما المنتخب اليمني فهو اضافة جديدة على خارطة البطولة الخليجية ومن المتوقع ان يقدم بعض اللمحات الفنية وأن يحرج منتخبات المجموعة لاسيما وهو يملك حماساً ورغبة في اثبات الوجود. وأخيراً لا أعتقد أن المنتخب الإماراتي يستطيع ان يحافظ على اللقب والإنجاز السابق خصوصاً والمنتخب يمر بمراحل تغيرات عديدة ولم يقدم ما يشفع له أثناء تصفيات كأس العالم الحالية. وكل ما نتمناه ان يوفق الله منتخبنا وأن تخرج البطولة بحصيلة فنية ممتازة تفرض الاحترام وتغير كل الآراء والانطباعات غير الجيدة في الدورات السابقة.