الطفولة هي صانعة المستقبل ومن واجب الاجيال العاملة ان توفر لها كل ما يمكن من تحمل المسؤولية بنجاح.. فالعناية بالثروة البشرية الممثلة في الاجيال الصاعدة تؤكد لنا اهمية العناية بالعملية التربوية وهي عملية مقصورة في اصلها وفي طريقة تنفيذها ولا تعتمد على الصدفة والعشوائية. ولقد اتسمت حضارة القرن العشرين بالاهتمام المباشر بتنشئة الاجيال الصاعدة فقد شهد هذا القرن اكبر تغير ثقافي حدث في العالم في جميع عصوره وهو الاهتمام بالتعليم واتاحته للمواطنين. وجاء هذا التغيير نتيجة ادراك المجتمع الحديث قيمة الثروة الانسانية تلك الثروة التي يجب العناية بها والحفاظ عليها ومنحها كل فرصة للنمو حتى يتمكن المجتمع من جني ثمرة هذه العقول عندما تنضج وتتخصص وتبدأ دورها في الانتاج فطالما ان الاسبقية في التقدم الحضاري والانتاج الفكري والثقافي والانتاج الصناعي تتوقف على الانسان فيجب ان تركز الخدمات في المجتمع على تنمية الثروة البشرية فيه وذلك لان ثروات الامم لا تقاس بمدى مافي ارضها من مواد ومعادن وما تضمنته من اموال بقدر ما تقاس بمدى عنايتها بأجيالها المقبلة والكشف عن قدرات شبابها وشاباتها وتوجيهها حتى يفيد المجتمع من أكبر عدد من ابنائه ولا تضيع ثروات عقلية هائلة تتمثل في نوابغ وعباقرة نظرا لانهم لم يجدوا التربة الصالحة التي تساعد على ظهور ونمو قدراتهم وهذا لا يتيسر الا عن طريق عمليات التربية التي تمارسها المدرسة الحديثة، وقد قابل هذا الاتجاه في الاهمية تغييرا في وجهة النظر التربوية اذ لم يعد هدف المدرسة الاقتصار على حشو اذهان التلاميذ بالمعلومات وفرضها بصورة لا تتفق مع مطالب نموهم بل اصبح ينظر اليها على انها مؤسسة تضطلع بتهيئة مناخ تربوي سليم يضمن تحقيق جوانب النمو الشامل للناشئة فعلينا ان نهتم ببناء جيل مسلم سعودي عربي يتطلع اليه العالم العربي والاسلامي اجمع.