الفن خارج الوطن رسالة مكملة وليست ترفيها.. رسالة ذات أبعاد قد تكون أصعب من الرسالة التي يحملها الفنان داخل الوطن.. فالغربة أمر غاية في الصعوبة، فأنت بحاجة إلى أن تحمل وطنك معك أينما كنت.. ذلك ما تؤمن به الفنانة إلهام بدر الدين السورية المقيمة في كندا، والتي قضت جزءا كبيرا من حياتها في الولاياتالمتحدة، وهي ترى أن الإنسان كتلة أحاسيس وخاصة الفنان، وتضيف قائلة: بالنسبة لي أحمل عقيدتي وهويتي العربية المسلمة في فني هنا في الغربة، بل وفي أي مكان، ففني نابع من أحاسيسي بالواقع المر الذي تعيشه أمتنا.. وأحب أن أكون صادقة في فني فهو جزء من هويتي وشخصيتي.. قبل أن تسافر إلى الولاياتالمتحدة كانت قد درست بعض أولويات الفنون والموسيقى لكنها أكملت هذه الهواية عندما تزوجت واستقرت في متشجن فدرست البكالوريا والجامعة وتخرجت من كلية الفنون.. تخصصت في السيراميك والرسم الزيتي، وتقول: في هذا الجانب تأتي أعمالي الفنية متأثرة بالمدرسة التجريدية لكني أضيف عليها الطابع العربي الإسلامي، سواء في إدخال الأدعية الاسلامية والآيات القرآنية وبعض الزخارف أو أحياناً أبيات شعر أو نثر أدبي، وذلك من أجل التعبير بقوة وإصرار عن العقيدة التي أحملها. أعمالها ذات الطابع الشرقي تحظى بإعجاب الغرب، ففي كندا حيث تقيم حالياً هناك احتفاء بالفن عموماً، الغرب يستقبل الفن كما هو، كفنانة تشكيلية لي ذاتي وأقيم على قوة الفكرة وإبداعها وصوغها بأسلوب جديد. إن قوة الفكرة وما تعني للجمهور لها دور كبير في تقييم اللوحة. ربما يتعاطف الإنسان الغربي مع اللوحة بشكل أولي لكنه في المجمل له وجهة نظر فاحصة وتعنيه قيمة الفن والرسالة التي يقدمها، وهو لا يحاكم الإنسان باتجاهاته أو انتماءاته الفن له دور كبير في تقييم الإنسان. الجالية العربية في كندا لها بعض النشاطات الثقافية والفنية، وهناك مناسبات يتم التعارف وتبادل الآراء خلالها، خاصة أثناء المحن كما تقول الفنانة إلهام إذ يتم التنسيق لإقامة معارض تهدف للتضامن وإشاعة السلام والوقوف ضد الحرب، وهذا ما حدث خلال السنوات القليلة الماضية. وعن اعمالها تقول إنها أفكار تجريدية وذلك من أجل أن تكون في صياغة جديدة ومميزة وغير عادية، ومن خلال موقعي الذي صممه الفنان سامي بديوي يلاحظ وجود دوائر عاتمة اللون وأسلاك حديدية وثر باللغة الإنجليزية ضد الحرب، كما يوجد داخل الأسلاك صوراً للضحايا الأبرياء، فتجد أن الإنسان يقف ويحلل ويفكر في اللوحة ويكتشفها، إذ الفن التجريدي يعتمد على الألوان والأشكال والمادة للتعبير عن الموضوع بشكل غير متجسد بالأشكال التي يعرفها عامة الناس. سألناها عن بعض الأعمال التركيبية التي تنفذها قالت استعملها في إنجاز عمل فني مختلف عما هو مألوف أسعى من خلاله للتجديد، وإن كانت بعض الرموز كالأقفال وغيرها غير مفهومة، فهي تعبر عن فترة من حياتي مررت بها.. كنت أشعر حينها أني مقيدة وحريتي مسلوبة.. كما أن هناك أعمالاً أخرى وأشكالا هندسية حاولت من خلالها أن أكون متميزة والحكم النهائي للناقد والمتلقي. أتمنى أن أكون قد أطللت من خلال هذه النافذة الصحفية على المتلقي في أوطاننا العربية. قام بالترجمة فنان الكاريكاتير المصري سامي بديوي والذي سبق أن أجرت اليوم معه حواراً قبل عدة أشهر.