أطلق رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي امس من العاصمة الأردنية حملة لاجتذاب العراقيين المقيمين في الخارج للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثلاثين من يناير المقبل والتي تثير جدلا في ظل مطالبة احزاب وفئات عراقية عديدة بارجائها. وطلب رئيس الوزراء العراقي مساندة المملكة الاردنية الذي كانت من ابرز الداعمين لحكومته، لاقناع الجالية العراقية الكبيرة المقيمة في الاردن بالمشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة. فقد اجرى علاوي أمس الاربعاء سلسلة من اللقاءات غير الرسمية بشخصيات عراقية مقيمة في الخارج لاقناع الاغلبية العظمى بضرورة المشاركة في الانتخابات والتشديد على اولوية الوحدة الوطنية بين العراقيين، كما قال المتحدث باسم الحكومة العراقية ثائر النقيب. وشرح النقيب للصحافيين ان رئيس الوزراء يريد ان يلتقي شخصيات عشائرية وسياسية واكاديمية ليس فقط في عمان وانما في كل الدول العربية التي سيزورها بهدف تحصيل مشاركة اكبر عدد ممكن من العراقيين في الخارج في الانتخابات. واوضح ان الحكومة العراقية رصدت مبلغ 90 مليون دولار لتنظيم الانتخابات خارج العراق، بعد ان اعلنت المفوضية العليا للانتخابات من بغداد رصد مبلغ 250 مليون دولار من اجل تنظيم العملية الانتخابية. وشكل لقاء بين علاوي والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني محطة رئيسية في زيارة رئيس الوزراء العراقي الى الأردن التي يختتمها اليوم متوجها الى المانيا وروسيا حيث يجري ايضا لقاءات مع الجاليات العراقية هناك. وقال النقيب لوكالة فرانس برس ان علاوي سيطلب من العاهل الاردني تشجيع الجالية العراقية الكبيرة في المملكة الأردنية على المشاركة في الانتخابات. وقال هناك جالية عراقية كبيرة تقيم في الاردن ونرغب في مشاركتها في العملية الانتخابية وبامكان الحكومة الاردنية بقيادة الملك عبدالله دفع هؤلاء الى المشاركة في الانتخابات لقيادة البلاد الى بر الامان ، في اشارة الى حوالى 100 الف عراقي يقيمون في المملكة وفق ارقام غير رسمية. وقد اكد العاهل الاردني في ختام لقاء مع علاوي ظهر امس مساندة الاردن الكاملة للحكومة العراقية فى سعيها الى تهيئة الاجواء المناسبة التى تتيح اجراء الانتخابات فى جميع المناطق العراقية وبمشاركة جميع اطياف الشعب العراقي دونما استثناء حسب ما افادت وكالة الانباء الاردنية (بترا). واثارت هوية الشخصيات العراقية التي شملتها لقاءات علاوي امس جدلا في ظل حديث عن دعوات موجهة الى معارضين مقيمين في عمان التي تؤوي عددا لا بأس به من الاعضاء السابقين في حزب البعث بزعامة صدام حسين. الا ان النقيب شدد على ان اللقاءات لن تشمل اي عراقي في الخارج لوثت يداه بدم العراقيين. وردا على سؤال حول ما اذا كان علاوي سيلتقي في عمان رئيس البرلمان العراقي السابق سعدون حمادي المقيم ايضا في عمان، قال النقيب لم يجر البحث ولا الحديث في هذا الموضوع نهائيا. ولم توزع على الصحافيين قائمة باسماء الشخصيات التي شملتها اللقاءات، الا انها، بحسب النقيب، بعض الشخصيات التي كانت في الخارج في زمن النظام السابق وكانت على خلاف مع نظام صدام حسين وتربطها برئيس الوزراء علاقات ودية قديمة. وردا على سؤال حول ما اذا كانت هذه اللقاءات ستركز بشكل اساسي على عراقيين من الطائفة السنية التي تطالب بشكل رئيسي بارجاء الانتخابات، اكتفى النقيب بالقول نريد مشاركة كل العراقيين في العملية الانتخابية . واتخذت هذه اللقاءات التي جرت في بهو فندق فخم في العاصمة الاردنية في ظل حراسة امنية مشددة، طابعا عفويا وبدت اقرب الى تبادل اطراف الحديث بين اصدقاء منها الى اجواء النقاشات السياسية وجمعت بشكل رئيسي شيوخ عشائر ورجال اعمال. وقال الشيخ محسن فيصل النايف وهو من الضيوف الذين التقوا علاوي صباحا، لوكالة فرانس برس: انا رجل اعمال جئت لالتقي رئيس الوزراء لانني لم اره منذ فترة طويلة. وقال زعيم عشائر الدليم في منطقة الانبار السنية في العراق الشيخ ماجد عبد الرزاق العلي السليمان الذي التقى ايضا علاوي: يهمنا بالدرجة الاولى العراق الموحد، لا طائفي ولا عنصري. ويضيف عماد شبيب العضو في المكتب السياسي لحركة الوفاق الوطني التي يتزعمها علاوي وقد رافقه من بغداد: هدفنا من هذه اللقاءات تعميق الوحدة الوطنية العراقية والترفع عن كل ما هو طائفي لنخرج من هنا برأي موحد. يذكر ان حوالى 500 الف عراقي مسجلين كلاجئين خارج العراق لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لدى الاممالمتحدة. وكانت منظمة الهجرة الدولية اعلنت في 16 نوفمبر من جنيف انها ستنظم مشاركة عدد غير محدد من العراقيين يقيمون في 14 دولة خارج العراق، في الاستحقاق الانتخابي المقبل. ويقدر عدد الناخبين العراقيين ب 14 مليون نسمة بحسب البطاقات التموينية في العراق. وقد أعلن رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ان تنظيمه والاتحاد الوطني الكردستاني (بزعامة جلال طالباني)، وهما التنظيمان الكرديان الرئيسيان في العراق، قررا امس الاربعاء تقديم لائحة مشتركة الى الانتخابات العامة المزمع اجراؤها في 30 يناير. وقال بارزاني من معقله في صلاح الدين (360 كلم شمال بغداد) بعد اجتماعه بمنافسه على زعامة الاكراد جلال طالباني: توصلت القوى السياسية الكردية الى اتفاق والى تشكيل لائحة موحدة بشأن انتخابات المجلس الوطني الكردستاني (في كردستان) والمجلس الوطني العراقي (عموم العراق). واضاف: تفرض علينا الظروف الحالية ان نضع امام اعيننا مصير كردستان ونشارك في قائمة واحدة لضمان حقوق الشعب الكردي في العراق. ويشهد العراق في 30 يناير انتخابات عامة على اساس النسبية واعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة لاختيار 275 عضوا للمجلس الوطني العراقي الانتقالي. وفي اليوم نفسه يختار الاكراد اعضاء برلمانهم المستقل (111 عضوا) الذي انشىء عام 1990 عندما اصبحوا خارج سلطة النظام العراقي السابق. من ناحيته دعا طالباني الذي شارك في المؤتمر الصحافي الاكراد الى المشاركة بحماس في هذه الانتخابات لاننا بحاجة الى كل صوت كردي للحصول على اكبر عدد من المقاعد في المجلس العراقي. يشار الى ان فصيلا واحدا من ثلاثة فصائل كردية اسلامية هو الاتحاد الاسلامي الكردستاني يشارك في اللائحة الموحدة للفصيلين الرئيسيين كما اوضح بارزاني. وذكر بارزاني ان سبب عدم مشاركة أحزاب عربية في القائمة الموحدة هو الاختلاف على نسبة التمثيل الكردي في تلك القوائم. كما اشار الى أن مشاركة التركمان تمت عبر فصائل صغيرة لا عبر الجبهة التركمانية اكبر التنظيمات الحزبية لدى هذه القومية التي تدين بالولاء لتركيا. ويعتزم الاكراد الذين يمثلون 20% من العراقيين لعب دور بارز في كتابة الدستور الدائم في المجلس الوطني العراقي الانتقالي للحفاظ على حكم ذاتي في اطار عراق فيدرالي. وقد صادقت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على 18 كيانا سياسيا للاكراد يحق لها بالتالي المشاركة. جلال طالباني (يسار الصورة) ومسعود برزاني يتحدثان للصحفيين أمس في أربيل