ما كنت اقصده ليس غيابا.. بقدر ما كنت اريد ان اطوي سهول العمر الخصب برياح تعلن انتصار... طال انتظاره.. كل ما عندي وعد كاذب لهاجس مسكون بالأنين والحنين.. اسندت غربتي التي اعيشها في هذه الليالي على شفة الليل.. احيانا اشعر بحماقتي عندما عرضت مشاعري للشمس لأنها جفت.. كانت تحتاج الا اعرضها في معرض للوحات يحمل الكثير من المعاناة ولا ازخرفها بنقوش عبثية تصقل الأيام وتختزل الفرح.. لماذا يصر القدر ان يبقى لكل شيء ذكرى اتقاسمها معك؟؟ في كل الزوايا اتذكرك.. لأنجرف في نهر يجبرني ان اغرق فيه.. واجرب الموت البطىء.. ففي صفحات القدر قد كتب.. لا لقاء لنا.. حتى لو اردت ان اغير الطرق المؤدية اليك.. اجد ان كل ماحولي يجرني الى حيث أنت.. لا داعي لهروبي.. فأنا معجونة بروح النزف.. اتسكع بين جنبات الأرق.. فكرت لحظة لو انني احرقت جميع صورك التي تسكن زوايا غرفتي.. سأستطيع ان اتخلص منك.. لكنني لا استطيع ابدا ان احرق صورك وكلماتك من كل زوايا نتوءات جسدي الغريق.. فأنت مازلت تسكنني.. لماذا تتركني أتأرجح بين جوانب المعاناة وحدي؟... انا داخل الحياة وانت خارجها.. كل ما بيننا هو خيوط سرية مشتركة تجعلنا نلتصق ببعضنا.. وكل ما تبقى لدي هو خمس سنوات من الحب المنتزع من الزمن الهارب.. الآن اتسلق خوفي لأعبر كل الحواجز المرصودة التي تقف عائقا يحول بيني وبينك.. فأنا الى الآن لم اقو على زيارتك.. رغم انني استطيع ذلك... ايها المسافر الى هناك..!! زوايا الفجر تبعثر شحوبي وتجعلني افكر ان اكسو رمال شواطئك بغفوة.. علني اراك.. اصبحت اتأبط وحدتي.. كأسفنجة طافية في بئر عميق لا يستطيع اي احد ان يصلها.. ولكنها ترى النور القادم من بعيد.. لحظاتي معك انتهت... وذكرياتك جعلتني اصطدم بحافة نتوءات القمر فشعرت بالوخزة دون ان اصرخ بالوجع.. كل ما فعلته انني عدت الى مكاني.. ولن افكر بالرحيل الى القمر مرة اخرى.. هل يعقل ان يضيق العمر عن اللقاء؟؟ ولكن يبقى شوقي بانتظار غريق هو الأكثر دفئا بين ما أملك.. لأتناثر بين شفافية التساؤلات وانعدام الأجوبة في زمن يستقي الهامه من اللاشيء.. كمن يقف في صالة الانتظار المليئة بالفوضى فيتلاشى بمغبة الانصهار.. امد يدي في خزانة الفراغ.. انتظر يدك.. ولكنها تلملم اجزاءها وسط عاصفة الشرود.. فهل اكتفيت ان تكون مجرد حلم؟؟؟ وانا الذي مازلت اتذكر نظراتك التي تمتص كل شيء.. فأرتجف وجدا.. على امل ان اصل الى الفرح المعذب ياسيد الأيام الضائعة.. كم كنت اخشى الاصفرار.. كما اخشى ان ابقى حثالة يغمرها الفراغ.. ما الجدوى من حياتي التي نصفها ظلالك.. ونصفها الآخر جثتي الممددة.. يتثاءب الليل ويطبق على صدري المختنق.. فيطل السهر برنته التي تشتت ذاكرتي وتسيطر على كل الاتجاهات.. في ليلة اتخذت قراري.. واقفلت كل منافذ بيتي وذاكرتي.. وارتديت الجرأة.. بأنني سأزورك حتما.. وعندما وصلت الى هناك.. بدأت قدماي ترتجفان لدرجة انها تسمع صوت من يسكن في الأرض.. الآن وانا اسير بين القبور.. يلمع قبرك بنور من ذاكرتي.. اذهب اليه.. اضمه بيدي.. انحني.. لأقترب اليه اكثر.. لم ار سوى ملامح قبرك.. احاول ان احدثك.. ولكنني قرأت عليه.. (بدأت حياتي.. بك.. واختصرت وجودي.. فيك.. ووجدت انني انا مفرد الا من ذكرياتنا.. احبك جدا).. كانت هذه آخر رسالة ستصلني منك للأبد.. وانتهى الوقت المحدد لي.. علي ان اعود.. في تلك اللحظات... تمنيت ان اتحول الى قطعة رخام لا اكثر.. واحيط بك بدل القبر.. او انني اصبح كفنا لك كي اكون اكثر قربا.. منك.. واحيط بك من كل الجهات.. حبيبي.. انا فعلا احبك.. @@ نجيبة الصالح @@ من المحرر: انسيابية في التعبير وقدرة على السرد يمكن توظيفها في بنائية قصة قصيرة.. فهل حاولت يا نجيبه؟