انتقدت صحيفة الثورة السورية الحكومية في افتتاحيتها امس الرفض الإسرائيلي للتوجه السوري نحو السلام وقالت إن هذا الرفض يعبر عن (عداء) إسرائيل للسلام. وذكرت الصحيفة أن رد المسؤولين الاسرائيليين وتصريحاتهم بشأن مبادرة الرئيس السوري بشار الاسد التي أعلنها منسق الاممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط تيري رود لارسن الاربعاء الماضي (كشفت من جديد وبقدر كاف من الوضوح عن معاداة إسرائيل لاي توجه للسلام لانه يتعارض حقيقة وواقعا مع فكرها ومبادئها وطبيعة تكوينها العدواني والعنصري). وكان لارسن قد صرح الاربعاء الماضي بعد لقائه بالاسد ووزير خارجيته فاروق الشرع بأن الرئيس الاسد جدد التأكيد لي أن يده ممدودة لنظرائه الاسرائيليين وأنه راغب في العودة إلى الطاولة دون شروط. لكن وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم رد على تصريحات لارسن الخميس بأن على سوريا التحرك ضد الجماعات الفلسطينية المسلحة التي تتخذ مقار لها في دمشق من أجل استئناف محادثات السلام. ورغم عدم إشارة الصحيفة في افتتاحيتها بشكل صريح إلى تصريحات لارسن بشأن رغبة الاسد في استئناف محادثات السلام مع إسرائيل دون شروط إلا أنها اعتبرت أن سوريا تؤكد في كل مناسبة استعدادها ورغبتها بالسلام وإن جميع المسؤولين الغربيين والاوروبيين وغيرهم يعرفون موقف سوريا الذي لا يطالب بغير الالتزام بالشرعية الدولية والتي يعد تنفيذ قراراتها واجبا على المجتمع الدولي القيام به وممارسة كل أشكال الضغط على إسرائيل كي تنصاع للارادة الدولية. وتساءلت هل تشكل الارادة الدولية بتطبيق قرارات الاممالمتحدة ومجلس الامن الدولي شروطا لا يمكن القبول بها دون أن تشير إلى الموقف السوري بعدم العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل إلا من النقطة التي انتهت عندها المفاوضات عام 2000 عندما رفض الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد في آخر جولة للمفاوضات بين الطرفين عودة هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967 إلى سوريا منقوصة. وأكدت الثورة أن سوريا إذ تؤكد دوما رغبتها بالسلام العادل والشامل الذي يعيد الارض والحقوق كاملة غير منقوصة ليست في عجلة من أمرها. وأضافت وواهم من يعتقد بأن سوريا التي تلتزم بالقانون والقرارات الدولية والمؤمنة بحق الشعوب المحتلة أراضيها بمقاومة الاحتلال قد تتراجع عن مواقفها تحت الضغط أو التهديد أو قد تقبل باستبدال مرجعية عملية السلام بأخرى تتجاهل الحقوق العربية ذلك أن جوهر السلام ومرجعية عمليته التي استند إليها مؤتمر مدريد واحدة لن تتبدل طال الزمن أم قصر شاءت إسرائيل أم أبت.