دعا الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف أمس الرئيس السوري بشار الاسد الى زيارة القدسالمحتلة للتفاوض حول شروط التوصل الى اتفاقية سلام. وقال كاتساف في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية امس (بصفتي رئيس إسرائيل وأتمتع بسلطة دعوة الرؤساء الاجانب للمجيء لاسرائيل فإنني أدعو الرئيس السوري للمجيء لاسرائيل ولقاء قادة البلاد والدخول في مفاوضات جادة إذا كانت هذه هي رغبته). وأشار الرئيس الاسرائيلي إلى انه لاشك في أن الرئيس الاسد يعاني محنة قاسية ونواياه ليست نقية إلا أننا يجب أن نتفحص بجدية اقتراحه بالبدء مجددا في المفاوضات مع إسرائيل من خلال لقاء مباشر وليس من خلال الصحافة.واضاف ان الرئيس الأسد سيكون موضع ترحيب لكن عليه عدم طرح شروط مسبقة.واتهم الرئيس الاسرائيلي في وقت سابق سوريا بانها سهلت نقل أسلحة ايرانية إلى حزب الله اللبناني. وقال كاتساف ان النوايا ومستوى الجدية والاهداف وراء استعداد الرئيس السوري الظاهر لاجراء محادثات سلام مع اسرائيل ستدرس من خلال قنوات سرية قبل اي اجتماع في القدس.ولم يتضح ما اذا كان الرئيس الاسرائيلي قد ارسل دعوة رسمية للاسد. وجاءت تصريحات كاتساف متناقضة مع شروط رئيس الوزراء الاسرائيلي اريل شارون بان تنفذ سوريا عدة طلبات قبل الحديث عن التفاوض. وكان الأسد قد ذكر في حديث لصحيفة نيويورك تايمز إن المباحثات الاسرائيلية السورية السابقة اكتملت بنسبة 80 بالمئة مشيرا إلى تلك التي تركزت على إعادة إسرائيل لمرتفعات الجولان التي احتلتها عام 1967 إلى سوريا مقابل ضمانات أمنية. ورغم تصريحات شارون دعا عدد من الوزراء إسرائيل إلى قبول عرض الاسد لاستئناف المباحثات. شارون يعلن شروطه رئيس الوزراء الاسرائيلي إرييل شارون كعادته لجأ الى اطلاق الشروط والتحدث بلغة فوقية فقال يوم الاحد إن إسرائيل تطالب سوريا بنزع أسلحة كافة الجماعات المتشددة التي تعمل من داخل أراضيها كشرط أساسي لاستئناف مباحثات السلام. ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عنه قوله أثناء الاجتماع الاسبوعي للحكومة من الواضح أن إسرائيل مهتمة بتحقيق السلام مع سوريا لكننا.. في حاجة إلى تذكر أن سوريا مازالت تدعم الارهاب ضد إسرائيل. وجاءت تصريحات شارون وسط ضغوط متزايدة تواجهها إسرائيل في الداخل والخارج للرد على التصريحات التي أدلى بها الرئيس السوري بشار الاسد الشهر الماضي وأعلن فيها استعداد سوريا لاستئناف مباحثات السلام مع إسرائيل من حيث توقفت في مارس عام 2000. ضغوط من الداخل وقال وزير البنية التحتية يوسف باريتزكي إنه يتعين على شارون إعلان أنه إذا أراد الاسد إجراء مفاوضات فإنه على استعداد لاجراء المباحثات معه في أي مكان بدون التخلي عن مبدأ إنهاء سوريا مساندتها للارهاب. وقال وزير الداخلية ابراهام بوراز لاذاعة الجيش الاسرائيلي لا اقترح أي شروط مسبقة لكنني أقترح أنه طالما بدا أن السوريين يريدون إجراء مفاوضات فإنه يتعين علينا الموافقة على إجرائها. وقال وزير الصحة داني نافيه لاذاعة إسرائيل إنه طالما أن الرئيس السوري بشار الاسد في موقف ضعيف فإن أمام إسرائيل بذلك فرصة طيبة لضمان صفقة أفضل على مائدة المفاوضات.وأضاف إنه يتعين على إسرائيل استخدام قناة سرية للتعرف على مدى صدق دمشق فيما يتعلق باستئناف مباحثات السلام. دمشق تنفي وتعلن رفضها الاتصالات السرية وكان وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم قد قال يوم الأحد إن إسرائيل أجرت محادثات سرية مع مسؤولين سوريين.وقال شالوم إن الاتصالات توقفت بسبب تسريب أنباء عنها لوسائل الاعلام. ورد مصدر إعلامي سوري في حينه بان تصريحات شالوم تكرار لكلام سابق تحدث عن أن إسرائيل أجرت اتصالات سرية مع سوريا. وقال المصدر الإعلامي إن دعوة سوريا المفتوحة لاستئناف عملية السلام وفق قرارات مجلس الأمن والزيارة الناجحة للرئيس السوري بشار الأسد إلى تركيا الأسبوع المنصرم أدتا إلى وضع إسرائيل في موضع حرج بسبب سياستها العدوانية وتصعيد لغة التهديد وأظهرها بمظهر الطرف الرافض للسلام كما هي حقيقتها. وشدد المصدر أن سوريا في تاريخها لم تؤمن يوماً بالاتصالات السرية بل تؤمن أن للسلام طريقا واضحا أقرته الشرعية الدولية ومؤتمر مدريد للسلام ومبادرة السلام العربية. سوريا متمسكة بمرجعية مدريد من جانبه أعلن السيد احمد الحسن وزير الاعلام السوري ان بلاده اعلنت دائما ولا تزال تعلن انها مستعدة لاستئناف مفاوضات السلام على اساس قرارات قمة بيروت العربية والمستندة على أساس مرجعية مدريد القائمة على مبدأ (الارض مقابل السلام) واكد الحسن في تصريحات خاصة لراديو لندن اذاعها امس ان خطة السلام العربية لاتزال قائمة لانها معتمدة من كافة الدول العربية في قمة بيروت العربية.. وقال ان هذه المبادرة تمثل العرب جميعا ومازالوا يتمسكون بها. وحول شروط ارئيل شارون بتخلى سوريا عن حزب الله ومايسميه باالارهاب مقابل استئناف المفاوضات بين الجانبين قال احمد الحسن ان هذا نوع من التهرب من عملية السلام والالتفاف عليها تحت ذرائع شتى وسوريا بريئة منها كاملة00 ونحن لا نرعى الارهاب ولا ندعمه 00وسوريا ربما كانت تدعم المقاومة الوطنية التى تستهدف تحرير الارض من الاحتلال الاسرائيلى . واضاف ان سوريا قدمت رغبتها فى السلام وتعتبر السلام خيارا استراتيجيا لها لكن هذا السلام يجب ان يكون عادلا وشاملا مشيرا الى ان اسرائيل لم تلتزم بمفاوضات السلام حتى خطة تينيت وخارطة الطريق قامت اسرائيل بتدميرهما عبر قيامها باقامة الجدار الفاصل بينها وبين الفلسطينيين. ونفى الحسن صحة انباء اسرائيلية عن اجراء مفاوضات سرية قبل عدة اشهر بين السوريين والاسرائيليين وتطالب سوريا بانسحاب اسرائيلي كامل من الهضبة وترفض اسرائيل ذلك وترى في الهضبة اهمية استراتيجية للسيطرة على بحيرة طبرية اكبر احتياطي مائي للدولة اليهودية.