أعرب صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية عن خالص تقديره للحكومة المصرية لما بذلته من جهود في سبيل التهيئة والاعداد لمؤتمر شرم الشيخ الخاص بحاضر ومستقبل العراق. وقال في كلمة المملكة العربية السعودية التى القاها سموه امام المؤتمرالدولى المشترك بين دول الجوار ومجموعة دول الثمانى الصناعية الكبرى حول مستقبل العراق بشرم الشيخ امس ان نوعية ومستوى المشاركة في هذه المناسبة يعكسان حرص المجتمع الدولى والاممالمتحدة والمنظمات الاقليمية على ضرورة التعاطى الجدى والفاعل مع الشأن العراقي وتوفير الضمانات اللازمة للسير بالعملية السلمية نحو غايتها المنشودة ووفقا للخطة المعتمدة في قرار مجلس الامن الدولى رقم 1546. ولفت سمو وزيرالخارجية الى ان الدول المجاورة للعراق اكدت في كل لقاءاتها ومهما كانت الظروف التى مرت بها الازمة العراقية على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وتماسكه واستقلاله الوطنى باعتبار ان هذا الامر يشكل سمة لازمة للكيان العراقي كوحدة سياسية وحقيقة تاريخية وواقع جغرافي. وقال: ان من حق العراق علينا جميعا ان نساعده على تثبيت الامن والاستقرار والسير قدما بالعملية السياسية بضمان مشاركة جميع الفئات في الانتخابات العامة وصولا الى اقامة حكومة شرعية دائمة ذات تمثيل شعبى واسع ودستور ينبىء عن الوفاق الوطنى والمصالحة الشاملة. ونبه سمو الامير سعود الفيصل الى ان الحرية والديمقراطية التى نتمناها للعراق لا يمكن بلوغهما باستخدام القوة فقط وانما عبر الوفاق والمصالحة ومن خلال الحرص على مشاركة كل الاطياف السياسية والمذهبية والعرقية في العملية السياسية. وقال انه لتوفير مناخ امنى وسياسى ملائم يعمق ثقة العراقيين في النظام السياسى ويشجعهم على المشاركة في الانتخابات العامة لابد من بذل الجهود والمساعى لاقناع المعارضين والمشككين واشراكهم في العملية السياسية. واعرب سموه عن امله في ان تبادر الحكومة العراقية المؤقتة في اقرب وقت وقبيل اجراء الانتخابات العامة الى دعوة ممثلى الاطياف السياسية المختلفة ومؤسسات المجتمع المدنى لوضعهم جميعا في صورة ما يتوصل اليه المؤتمر من تقييم او يتخذه من قرارات حول الوضع في العراق لتأكيد روح التواصل معهم وفيما بينهم ولتشجيعهم على الاندماج في العملية السياسية وحثهم على المشاركة في الانتخابات العامة. وشدد سموه على القول بان انتهاج منطق القوة لاخضاع العناصر المناوئة للنظام السياسى القائم في العراق لن ينجم عنه سوى زيادة الشقاق بين فئات العراقيين وتعميق الخلافات فيما بينهم وبالتالى طغيان احتمالات مواجهة موجات العنف. وحذر سمو وزير الخارجية من مخاطر تنامى مشاعر الاحباط والغبن والتهميش لدى العرب السنة في العراق مما يهدد بتحويل الانتخابات الى عامل تفرقة وانقسام ما لم يتم ضمان مشاركة هذا الجزء المهم من الجسد العراقي. وقال صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل.. كنا نتمنى لو ان الامور قد جرت على نحو مختلف يراعى التدرج ويكفل تأمين متطلبات النجاح للمسيرة السياسية بحيث تكون الخطوة الاولى عقد انتخابات بلدية ومحلية باشراف الاممالمتحدة وهى انتخابات بطبيعتها ليست مثيرة للجدل والحساسيات الطائفية والعرقية او التنازع على الموارد والصلاحيات بل تتعلق بتقديم افضل الخدمات لسكان المدن والقرى دونما تمييز وبغض النظر عن الانتماء السياسى او الطائفي او العرقى بحيث يشعر الجميع وعلى نحو متكافىء بانه جزء من عملية البناء. واعرب سموه عن عدم اعتقاده بان هذا الوضع كان سيوجد مبررا للتقاعس عن المشاركة او اتهام من يشارك بالتبعية. واضاف سمو وزيرالخارجية يقول.. اقول هذا مع قناعتى ان الانتخابات كما هو منصوص عليها في قرار مجلس الامن رقم 1546 يتعين المضى قدما في العمل على اجرائها بمشاركة جميع مكونات الشعب العراقي ولكن اذا ما حالت الظروف الامنية او الخلافات الداخلية دون النجاح في ذلك لا سمح الله فمن المفيد النظر في توفير خيار معقول يؤمن الاستقرار ويمهد الطريق لضمان شرعية الانتخابات. واكد ان اعطاء مسألة اعادة اعمار العراق ما تستحقه من عناية واهتمام لا يقل اهمية عن الجوانب السياسية مشيرا الى ان انعقاد مؤتمر مدريد في اكتوبر من العام الماضى الذى شاركت فيه المملكة العربية السعودية واعلنت خلاله مساهمتها في اعادة اعمار العراق ثم انعقاد اجتماع طوكيو مؤخرا والذى شدد على ضرورة وفاء الدول بما التزمت به في مدريد هو مؤشر واضح على تقدير المجتمع الدولى لضرورة التحرك لتقديم كل عون لمساعدة العراقيين انسانيا وتنمويا. واعرب سموه عن قناعته بان تخفيضا كبيرا وملموسا في المديونية العراقية يعد من ابرز الخطوات المطلوبة في هذا الاطار. واختتم صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل كلمتة مشددا على ان امن المنطقة كل لا يتجزأ وان دعم استئناف عملية السلام على المسار الفلسطينى الاسرائيلى امر ملح وسيكون له مردوده الايجابى على مجمل الاوضاع في العراق والمنطقة معربا عن امله في ان يسفر اجتماع اللجنة الرباعية عن نتائج عملية وملموسة في هذا الاطار.