أكد ممثلو القوى والأحزاب والطوائف العراقية المختلفة المشاركة في الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي المنعقد حالياً بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة ضرورة وضع جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال من العراق في أسرع وقت ممكن حتى يستعيد العراق سيادته وأمنه واستقراره. واعتبروا أن انعقاد هذا الاجتماع يمثل خطوة أولى ومهمة على طريق تحقيق الوفاق الوطني العراقي في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها العراق من عملية عنف وإرهاب وتدمير وعدم استقرار مؤكدين في الوقت نفسه ضرورة عقد المؤتمر الجامع للوفاق الوطني في العراق. وقال محسن عبد الحميد رئيس الحزب الاسلامي العراقي، ان الحزب تقدم للجامعة العربية بورقة عمل تتضمن منهجاً متكاملاً لتوحيد العراق وتوحيد أطيافه والقضاء على العنف وجدولة انسحاب القوات الأجنبية وتهدئة الوضع في العراق والقضاء على التعذيب الوحشي الذي ترتكبه بعض الأجهزة الحكومية. وأعرب عن اعتقاده بأنه لا يمكن حل جميع المشاكل بين العراقيين في يومين أو ثلاثة خلال اجتماع القاهرة، غير انه قال ان هذا الاجتماع يمثل خطوة أولى على الطريق. من جانبه، طالب حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بضرورة انسحاب قوات الاحتلال من العراق، مؤكدا بأن المشكلة الاساسية هي الاحتلال وبدون انسحاب هذا الاحتلال لن يكون هناك حل جذري للمشكلة العراقية. وشدد الضاري على ضرورة ان يكون هذا المؤتمر قاعدة للحوار ويمهد لعمل لجان اخرى وان يساند المجتمع الدولي هذا الاتجاه وان يعي المشاركون في الاجتماع المطالب المشروعة للقوى المناهضة للاحتلال. ومن جانبه، أعرب عدنان الدليمي أمين عام مؤتمر اهل العراق عن أمله في ان تتضافر الجهود لانجاح المبادرة العربية ،وقال اننا نريد من خلال هذا المؤتمر الخروج باجماع على الوفاق لحل جميع المشاكل العالقة ووقف سيل الدماء والقتل والاعتقال والتعذيب وحرب المدن. ودعا الى ضرورة رفع مستوى الحكم ليكون ديمقراطيا وان يكون مستندا الى العدل والمساواة وتكافؤ الفرص دون أي تهميش لأي جهة وبعيدا عن التقسيمات الطائفية او العرقية. وأكد ان القوات الاجنبية لن تخرج من العراق الا اذا استتب الامن وتألفت حكومة قوية تبسط سلطتها على البلاد وتلتزم بالعدل والقوانين والديمقراطية. واشار الى ان الحكومة العراقية لا يبقى لها سوى ايام معدودة في السلطة وسيتم تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التشريعية معربا عن امله في ان تكون الحكومة الجديدة قادرة على تليبة احتياجات كل مكونات الشعب العراقي من أمن واستقرار. من جانبه قال فاروق عبد الله عبد الرحمن رئيس حزب القرار التركماني ان التركمان عاشوا معاناة كبيرة مع التهميش على مدى اربعين عاما، وقال «بعد سقوط نظام صدام نتمنى ان يكون للتركمان موقع يليق بحجمهم وعددهم في الساحة السياسية العراقية وألا يتم ابعادهم من المسؤوليات في الدولة». وأكد ان اجتماع القاهرة سيؤدي الى تواصل بين اطياف الشعب العراقي وتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية، ويعتبر خطوة أولى في طريق الوفاق الوطني العراقي، معربا عن امله في ان يتمكن المجتمعون من الاتفاق على جدول اعمال المؤتمر الجامع وآلية تنفيذ قرارات وتوصيات هذا المؤتمر. وحول مسألة وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية من العراق اشار فاروق عبد الله عبد الرحمن رئيس حزب القرار التركماني الى ان الحديث بدأ في الكونجرس الأمريكي عن اتخاذ قرارات بسحب القوات الأمريكية في عام 2006، وبالتأكيد سيتم تنفيذ ذلك لكن الانسحاب يعتمد على تشكيل الجيش العراقي بشكل كفؤ ومتكامل حتى يتمكن من حماية العراق الموحد. من جانبه قال برياد روان دوزي، عضو الجمعية الوطنية العراقية «كردي» ان الاكراد دائما لعبوا دور الوسيط ونقطة التوازن بين المكونات الاساسية للشعب العراقي. واضاف نحن نؤيد المبادرة العربية ولم نضع اية شروط مسبقة على اجتماع القاهرة، ونتمنى ان نصل خلاله الى وفاق بين مختلف اطياف الشعب العراقي. وقال ان الاجتماع التحضيري يسعى الى رسم خارطة طريق جديدة تستوعب جميع العراقيين في المرحلة المقبلة، لكنه لم يستبعد ان تكون المناقشات حامية اثناء اجتماعات المؤتمر، معربا عن امله ان يكون دور الجامعة العربية متوازنا في تقريب وجهات النظر ودعم العملية السياسية وادانة الارهاب. وأعرب عن اعتقاده بأن وجود القوات متعددة الجنسيات في العراق مهم وحيوي حاليا ولا يمكن الاستغناء عنه لأن القوات العراقية بكل صنوفها غير مستعدة الاستعداد الكافي لاتخاذ زمام المبادرة والسيطرة على الوضع الامني.. واشار الى عدم اعتراض الجانب الكردي على ارسال قوات عربية للعراق.