عزيزي رئيس التحرير أود أن أطرح موضوعا يخص المتخرجين من الجامعات والكليات والعاطلين منذ سنوات ولم يتم توظيفهم أو النظر في أمرهم لقد طال انتظار الخريجين من الجامعات وأنا واحد من جملة هؤلاء العاطلين منذ عام 1420ه ألم نجلس على مقاعد الدراسة ما يزيد على ستة عشر سنة نكابد ونجاهد أنفسنا على طلب العلم ؟ ألم نتخرج في جامعات عالية التأهيل؟ ألم نرسم في مخيلتنا طموحات وآمالا بعد تخرجنا ؟ وإن مما يزيد الجرح ويزيد في تأخير تعيننا أن يقدم المتخرج الحاصل على شهادة خبرة أو الحاصل على دورة على المتخرج الأقدم منه تخرجا والأعلى منه في المعدل التراكمي، ألا ترى وزارة الخدمة المدنية مشكورة الاكتفاء بالأٌقدمية والمعدل فقط دون النظر إلى الخبرات والدورات حتى لا يكون المتخرج عاطلا لسنوات عديدة: علما أننا تخرجنا ونحن مؤهلون لأن نكون مدرسين دون حمل لشهادة خبرة أو دورة. وإن من العجب العجاب أن يمنح كثير من المدرسين فرصة المشاركة في التعداد السكاني وغيرها من الفرص التي من المفترض أن تعطي ذلك المتخرج العاطل الذي عانى ويعاني الكثير من مصاعب الحياة. لقد رسم كثير من المتخرجين مستقبلهم بالزواج وتحسين مستواهم المعيشي وسد التزاماتهم الضرورية ثم يفاجأون بأن يكونوا عاطلين لسنوات طويلة: فضلا عن نظرة المجتمع لهم نظرة اشفاق ورحمة ممزوجة بالإعراض وعدم القبول. أين يذهب المتخرجون؟ أيذهبون إلى وظائف حكومية على البند المقطوع ؟ أم يذهبون إلى شركات ومؤسسات تشترط شروطا تعجيزية وبرواتب متدنية مع إرهاقهم بأعمال كثيرة؟ أم يذهبون إلى بعض المدارس الأهلية التي تجعل من المدرس آلة حديدية؟ وأنا بعد هذا كله لست أتكلم من الخيال بل اتكلم عن واقع ما حدث لي وواقع كثير من المتخرجين من زملائي العاطلين. وأخيراً إن عدم تعيين المتخرجين من الجامعات والكليات وعدم النظر في أمرهم لهو وبال على المجتمع، بأن يكون عدد كبير من أبنائه وشبابه الطموحين عاطلين لسنوات طويلة مما ولد لعدد منهم الاتجاه الباطل الضال من فراغ قاتل وقنوات مضلة وهوى متبع. لذا آمل من جميع المسئولين النظر الجاد في أمر المتخرجين العاطلين لسنوات طويلة، حتى يسعد المجتمع بشبابه الطموح وتقوى أواصر المحبة والألفة بين أفراده. @@ فيصل عبد الله العيسى