فرانسيس فوكوياما صاحب أطروحة نهاية التاريخ ،وأستاذ الاقتصاد السياسي الدولي بجامعة جون هوبكنز،واحد اهم منظّري عقيدة المحافظين الجدد،ظهر مؤخرا فى منتدى سياسي فى واشنطن للتعليق على آخر مقالة له فى مجلة(لحظة المحافظين الجدد) ..إذ يعتقد فوكوياما أن سلوك إدارة بوش للسياسة الخارجية الأمريكية لايمت بصلة لعقيدة المحافظين الجدد..وبخاصة،ان هذه السياسة اصبحت تصّور فى وسائل الإعلام نموذجا لرؤية العقيدة المحافظة للعالم..ويبدو ان البرفسور فوكوياما شعر بشيء من القلق على مستقبل العقيدة والمشاريع البحثية التي موّلت من المتعاطفين مع اليمين من دافعي الضرائب الأمريكيين،وتبناها اليمين المتطّرف لاحقا .. ومن حق فوكوياما وهتنجتون كمؤدلجين للعقيدة ومن ورائهم تنفيذيون من وزن بيرل وولفووتز فى البنتاغون والأمن القومي فى ظل التدهور العريض الذي لحق بصورة ومصالح اميركا الأقتصادية والسياسية فى العالم..بالأمس فقط كنت اقول،ان أمريكا تتعاطى مع العالم اليوم من وراء حجب وأستار مثل اسرائيل وتجمعات بحثية كالأمريكان إنتربرايز والهرتج مشكوك كثيرا فى جدية ومصداقية الدراسات والتحليلات التي تضخها لوزير الدفاع ومستشارة الأمن القومي..إذ علق فوكوياما على وجاهة مايقول بالأخطاء التي وقعت فيها إدارة بوش بمحاولة تصدير الديموقراطية لبلد كالعراق مع إغفال متغير الهندسة الاجتماعية للعملية الديموقراطية،وإسقاط مسألة الشرعية الدولية،مع تبنّي العقلية الإسرائيلية تماما فيما يتعلق بالشرق الأوسط تحديداّ..فى نظري،ان موقف عرّاب محافظ مثل فوكوياما اوهتنغتون فى صراع الحضارات،يبدو مفهوما جداّ فى اعقاب ماآلت إليه الأوضاع داخل وخارج أمريكا حتى مع التمديد للإدارة الجمهورية لفترة ثانية..فالمسألة هنا مصالح مؤسسات مدنية قامت على الاستثمار فى ايديولوجية القوة والقيم الدينية واستزراع الأعداء.. وتصويت مايقارب ال54مليون أمريكي لإدارة الحرب مؤشر على تمدّد عقيدة اليمين المحافظة فى الشارع الأمريكي..وقد تكون مسألة تخطيء إدارة تنفيذية فى الحكومة الأمريكية أهون بكثير من إدانة منظومة أفكار اصبحت اضخم من مروجيها فى الاعلام وماكينات صياغة اتجاهات ومواقف الرأي العام.. وطبيعي جدا ان تأخذ حالة المنافحة عن العقيدة حجما وعمقا اكبر على الأقل لأربع سنوات قادمة،بعد إطلاق فوكوياما لصافرته المدوّية..السؤال المهم بطبيعة الحال،هل ستسمح تطورات الورطة فى العراق ومن قبلها تورا بورا وما سيتبع من مغامرات هنا اوهناك،وماستؤول إليه احوال الاقتصاد المدين ب450مليار دولار،بما يروج له فوكوياما لإنقاذ مايمكن إنقاذه من مشروع المحافظين الجدد.،ومن ثم مزيد من المحافظين الجدد فى الشارع الأمريكي وفترة بقاء للجمهوريين بعد العام2008 ..؟!أم سقوط مروّع للفكر المحافظ وقبل نهاية الفترة الزاهية للجمهوريين فى البيت الأبيض وفى مجلسي الكونغرس.!؟كل شيء وارد.