في ظل تزايد وتيرة سرعة التطور التكنولوجي في العالم وغزو صيحاته السلبية على مجتمعاتنا أصبح للانترنت (البريد الالكتروني) أو الجوال أو الفاكس دور أساسي في التواصل الاجتماعي وخاصة في الآونة الأخيرة لتدخل هذه التقنية الى عالم المناسبات الاجتماعية والأعياد والأفراح ونرى ذلك في رسائل الانترنت ورسائل الجوال التي تهنئ بالعيد مما ساهم في الحد من التواصل الاجتماعي المباشر بل نجد ان البعض يعتقد انه بمجرد ارسال رسالة عبر الجوال او الانترنت يعتبر نفسه قام بالواجب حتى لو كان هذا الشخص من اقاربه الذين يسكن البعض منهم قريبا من داره، هذا بالاضافة الى ان هناك رسائل مضمونها لا يرتقي الى العبارات الجيدة في معناها. حول هذه القضية تحدث ل(اليوم) صالح عبدالله العيسى قائلا: ان المشكلة تكمن في مضمون بعض تلك الرسائل حيث لا يرتقي مضمون بعضها الى العبارات الجيدة. وخلال فترة قصيرة اعتقد ان تلك الرسائل أسهمت في التقليل من التواصل الاجتماعي المباشر بين أفراد الاسرة الواحدة.. وعلى المدى الطويل قد تسهم في الحد من تبادل الزيارات وتقوية الروابط الاسرية والاجتماعية. وانني لم أستخدم الانترنت كوسيلة اتصال ولكن مما سمعت من الزملاء تأكد لي أن التهنئة عبر البريد الالكتروني هي أسلوب التواصل الأول بين الشباب بشكل خاص.. وحدث ولا حرج في أشكال وأساليب الرسائل الانترنتية ولاسيما بعد تدشين الرسائل المصورة في الجوال. وأكد مصطفى خالد: ان التكنولوجيا الحديثة أحدثت نقلة نوعية في مجتمعنا بشكل خاص الأمر الذي يجعلنا في حاجة ماسة لمعرفة وتوعية المجتمع بكيفية التعامل مع تلك التقنية سواء كانت الشبكة العنكبوتية (الانترنت) أو وسائل الاتصال ومن بينها (الجوال) وتوظيفها بشكل جيد تخدم التواصل وليس عكس ما يجري هذه الأيام.. واستطرد قائلا: لابد من ضرورة توعية وتعريف النشء بكيفية وأسلوب التعامل الصحيح مع تلك الوسيلة. حيث ان ما ينطبق على التهنئة عبر الجوال أو الانترنت ينطبق على باقي وسائل الاعلام من صحف وغيرها فجميعها تزيد فرصة التواصل ولكن بشكل أسهل وابسط وارخص ثمنا كذلك. ربط المجتمع.. وتلك الوسائل التكنولوجية الحديثة اذا استطعنا توظيفها بشكل صحيح ستسهم بكل تأكيد في ترابط المجتمع. ويجب ألا نرى الجوانب السلبية منها ونغض الطرف عن الايجابيات. لذا يبقى الوعي هو محك التعامل.. وخلال رمضان وعيد الفطر تلقيت العديد من الرسائل من أناس من الصعب أن أتذكرهم لأنهم ليسوا قريبين جدا مني. ولكن سهولة الارسال ربطتني بهم. وينطبق هذا على جميع المناسبات السعيدة التي يمكن أن نشارك بعضنا البعض بها لتبادل التهاني. ويرى عبدالله الحمود ان الرسائل الخاصة بالتهنئة بالعيد أو غيره من المناسبات سواء كانت عبر الجوال أو الانترنت ليست مزعجة بالشكل الذي يعتقده البعض مع أن لها فوائد لعل من بينها الفوائد الاقتصادية في تخفيض نسبة التكلفة المادية للمصروفات فسعر الرسالة مقارنة بالاتصال اقل بكثير وأسهل كذلك في الحصول على الرد بسرعة وأن لكل شيء مساوئ ومحاسن ولكن يجب أن نتعامل مع كل تقنية حديثة بما يتناسب وحاضرنا المعاش ويجب ألا نغفلها تماما فهي حتما ستصبح جزءا منا. وأضاف الحمود قائلا: المشكلة تكمن في أسلوب ومضمون الرسالة حيث نجد بعضها يحوي اسفافا وكلاما لا يمكن قبوله على الاطلاق وهذا يحتاج لأن نعي وندرك الآلة التي نتعامل بها وكيف نستفيد منها لذا لابد من الاستفادة من كل جديد لكن بمحاذير. عند الحاجة الضرورية في حين ذكر خالد اليوسف: لقد استبدل الناس زياراتهم العائلية والاجتماعية برسائل الجوال والرسائل الالكترونية بدلا من الزيارة المباشرة التي حث عليها الاسلام وخاصة صلة الرحم وشدد اليوسف بقوله يجب على أهل الاختصاص ووسائل الاعلام أن تنبه المجتمع لمضار هذه التقنية على المدى البعيد لأنه سوف تخرج لنا جيلا لا يعرف من صلة الرحم سوى بعث الرسائل الالكترونية والمحمولة عبر الجوال معتبرا ذلك من أعظم القربات لله في صلة الرحم.. وأضاف اليوسف: انه لا يستخدم هذه التقنية مهما كلفه الأمر وخاصة بالمناسبات الاجتماعية والأعياد وقال يجب على الشباب بالذات وهم أكثر من يستخدم هذه الرسائل أن يحجم استخدامها فقط عند الحاجة الضرورية أو عندما يتعذر عليه الحضور كونه مكلفا اثناء الاجازة أو متواجدا خارج المملكة ونحوها. الجوال يساهم بشكل كبير في الحد من التواصل ويضيف ناصر العويس بقوله ان الانترنت والجوال هذه الخدمة التي دخلت حياتنا اليومية ومناسباتنا السنوية بشكل كبير اكدت لنا ان هذا الجهاز سيد الخدمات ولكن هناك منعطفا ومنحدرا خطيرا جدا وجديرا بالاهتمام وهو اقبال الناس عليه في المعايدات بإرسال الرسائل وأحيانا كثيرة السفر قد نقول انه استغلال جيد للتكنولوجيا ولكنه يحرمنا من سماع ورؤية من نحب من الأهل والأقارب. وليس هناك أفضل من الزيارات ومن ثم الاتصالات الهاتفية في التهنئة والشكر باللسان والدعاء والجوال يساهم بشكل كبير في الحد من التواصل الاجتماعي.