على عكس الكثير من ابناء بلده، أعرب الحاخام الإسرائيلي المتدين موشيه هيرش دون خجل او خوف عن حزنه لفقدان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.. وقال هيرش (75 عاما) الذي كان مستشارا لعرفات للشؤون اليهودية: إنني أدعو لروح عرفات لانه كرس كل حياته من اجل شعبه. وقال انني اشعر بحزن شديد لانه كان قائدا عظيما فرق دائما بين اليهود والصهيونية. ويتولى هيرش مسؤولية الشؤون الخارجية في طائفة (ناطوري كارتا)، وهي حركة متدينة كانت في مرحلة من المراحل تحظى بدعم كبير بسبب رأيها بان الدولة اليهودية كافرة. الا ان هذه الحركة لم تعد تحظى الان سوى بدعم ابناء الطائفة نفسها. وعلى مدى اكثر من عقد كان الحاخام هيرش الذي يحرص على ارتداء اللباس التقليدي اليهودي، من اكثر الزوار ترددا على الرئيس الفلسطيني في مقره بالضفة الغربية في غزة. ودأب هيرش سواء في فترات الهدوء او التوتر على زيارة عرفات في مقره بالمقاطعة حتى بعد ان فرضت اسرائيل الاقامة الجبرية عليه قبل حوالى ثلاث سنوات.. وقال الحاخام: لقد اتصلنا بعرفات اول مرة قبل حوالى 30 عاما عندما كان يعيش في الخارج في اعقاب سلسلة من الهجمات الفلسطينية التي اسفرت عن مقتل افراد من المجتمع المتدين. واضاف: وطلبنا من عرفات عدم استهداف هذه المجموعة التي نأت بنفسها عن المشروع الصهيوني ووعدنا عرفات بان يفعل ذلك. ويستشهد هيرش على التزام عرفات بذلك بقوله ان معظم الهجمات الاخيرة التي تعرض لها المتدينون اليهود في القدس نفذتها جماعات اسلامية مسلحة وليس افراد من الفصائل المتفرعة عن حركة فتح التي كان يتزعمها عرفات. ويعترف هيرش بان حركة (ناطوري كارتا) هي منظمة صغيرة الا انه يرفض الكشف عن عدد افرادها. ويؤكد على ان المجموعة تمثل عشرات الاف المتدينين اليهود الذين لا زالوا يعارضون الصهيونية على اساس ان النصوص الدينية عندهم تقول ان الدولة اليهودية لن تاتي الا مع المسيح المنتظر. ويعود هذا الرأي الى التقاليد القديمة عند هذه الطائفة التي تنص على ان الشعب اليهودي ليس له الحق في تعجيل الارادة الالهية بالعمل على اقامة دولة عنوة قبل الموعد المحدد. وقال هيرش انه يأسف لرفض اسرائيل السماح بدفن عرفات في القدس التي تضم المسجد الاقصى ثالث الحرمين الشريفين.