خرج آلاف الفلسطينيين الى الشوارع في أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة امس ليعبروا عن حزنهم الجارف لوفاة الرئيس ياسر عرفات الرمز الدائم للقضية الفلسطينية،واستقبل الفلسطينيون في اكبر مخيم للاجئين في لبنان انباء وفاة عرفات بإطلاق الاعيرة النارية في الهواء والنحيب. وقال عامل البناء فتحي أبو عدنان في مدينة غزة حيث أطلق مسلحون النار في الهواء واحرق شبان اطارات سيارات في الشوارع لتتصاعد اعمدة دخان اسود فيما تليت آيات من القرآن عبر مكبرات الصوت:لقد مات ابانا، وفي مدينة رام اللهبالضفة الغربية تدفق فلسطينيون يبكون على مقر عرفات وسارع العمال من ايقاع عملهم في أرض مبنى المقاطعة في رام الله حيث يعدون مكان القبر ليصبح مزارا لعرفات الذي توفي عن سن تناهز 75 عاما قبل ان يتحقق حلمه باقامة الدولة الفلسطينية. ونكست الاعلام الفلسطينية على المباني وتبادل الجنود والحراس التعازي. وفي غزة تعهد مسلح ملثم من كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح التي يتزعمها عرفات بمواصلة القتال ضد اسرائيل، وفتح من المنظمات الرئيسية التي تقود الانتفاضة الفلسطينية التي تفجرت منذ اربع سنوات ضد الاحتلال الاسرائيلي،وقال :سنقتل أي شخص يحاول المساومة على قضايا رفضها الرئيس عرفات ،لا للتنازلات بشأن القدس ولا لتوطين اللاجئين ونعم لدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، ولن يهدأ لنا بال حتى نطرد الصهاينة من ارضنا، وقالت امرأة تتشح بالسواد وهي تنتحب خارج سور مجمع المقاطعة في رام الله حيث كانت القوات الاسرائيلية تحاصر عرفات منذ عامين ونصف العام :هذا أكثر الايام حزنا في حياتي، وتجمع آلاف المعزين في ميدان المنارة بوسط رام الله حيث علقت صور الزعيم المتوفى على تمثال أسد،وأغلقت العديد من المتاجر ابوابها بينما أعلنت السلطة الفلسطينية الحداد لمدة 40 يوما في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال سائق سيارة أجرة في رام الله وهو يقف على مقدمة السيارة ويمسك بصورة لعرفات :عرفات لن يموت ابدا .. انه الزعيم .. وهو الاب. وقال جرير قنديل في مدينة نابلس بالضفة الغربية :لقد فقدنا رمزا. وعندما انتشر نبأ وفاة عرفات في جنوبلبنان هرع مئات الفلسطينيين الى الشوارع الضيقة لمخيم عين الحلوة بينما اطلق مسلحون موالون لحركة فتح نيران الاسلحة والقذائف الصاروخية في الهواء. وقال شهود ان شخصا اصيب من جراء زخات الرصاص التي اطلقت في انحاء المخيم. عرفات يستخدم عدسة مكبرة لرؤية مخيم اللاجئين بلبنان