فيما كشف النقاب عن وجود خطة اسرائيلية لنفى الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات المحاصر حاليا فى مدينة رام الله الى الخارج واصل الجيش الاسرائيلي أمس ازالة ما تبقى من المجمع الرئاسي المحاصر بعد ان تعهد عرفات بالا يستسلم لاسرائيل او يسلم فلسطينيين مطلوبين يحتمون داخل المبنى. وقال شهود عيان ان معدات اسرائيلية ثقيلة راحت تهدم مكتبا للمحافظ وقاعة اجتماعات بجوار المبنى المدمر الذي يضم مكتب الرئيس الفلسطيني. وبتدمير المكتب والقاعة يصبح المبنى المحاصر فيه عرفات الوحيد الذي لا يزال قائما وسط حطام مجمع الرئاسة. خطة النفي وكشفت مصادر اسرائيلية النقاب امس عن وجود خطة اسرائيلية لنفي الرئيس الفلسطينى الى الخارج . ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن تلك المصادر قولها ان الخطة تتضمن نفى عرفات اما الى الاردن او الى لبنان0 وقالت ان رئيس الحكومة الاردنية علي ابو الراغب اجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الحرب الاسرائيلى بنيامين اليعازر تم خلاله التأكيد على رفض الاردن للخطة الاسرائيلية بنفى عرفات الى الاردن. ويذكر ان مصادر اسرائيلية اكدت مرارا عزم اسرائيل على ابعاد عرفات من فلسطين الى الخارج. عرفات يتحدى ونسب لاحمد الطيبي العضو العربي بالكنيست الاسرائيلي الى عرفات قوله انه لن يبرح مقره الذي تحاصره القوات الاسرائيلية وتطالب بخروج جميع من فيه. وقال: تحدثت مع الرئيس عرفات وقال لي لن نركع.. لن نركع.. لن نركع.. آمل ان يطعمني الله الشهادة وانا اقول ليس لدينا مطلوبون ولن نسلم احدا الى اسرائيل. وكرر عرفات في بيان لوكالة الانباء الفلسطينية(وفا) في غزة دعوته الشعب الفلسطيني وكل الجماعات الفلسطينية لوقف الهجمات داخل اسرائيل لان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يستغلها كغطاء لتدمير "سلام الشجعان".واضاف: نحن مستعدون للسلام وليس الاستسلام ولن تفرض قوة إسرائيل مهما عظمت الاستسلام على شعبنا ولن نفرط في قدسنا الشريف ولا في ذرة تراب واحدة من أرضنا ووطننا فلسطين . لا تسليم وقال مسؤول فلسطيني كبير ان الرئيس عرفات لن يسلم ابدا الرجال العشرين المتحصنين معه في مقره برام الله الذين تطالب اسرائيل بتسليمهم مؤكدا ان ذلك سيكون "انتحارا سياسيا". مظاهرات عارمة وخرج آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة أمس لليوم الثاني على التوالي الى الشوارع تعبيرا عن دعمهم وتأييدهم للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وللمطالبة برفع الحصار الذي يفرضه عليه الجيش الاسرائيلي في مكتبه بمدينة رام الله بالضفة الغربية منذ مساء الخميس. وخرجت مسيرات طلابية وشعبية من جميع انحاء مدينة غزة وسارت في شوارعها قبل ان تتجمع امام مقر المجلس التشريعي الفلسطيني بوسط المدينة مكونة كتلة يبلغ تعدادها حوالي سبعة آلاف شخص. وافاد شهود عيان ان مسيرات طلابية خرجت في مدينتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة وفي جباليا وبيت لاهيا شمال قطاع غزة دعما وتأييدا لعرفات.وكان قطاع غزة قد شهد الليلة قبل الماضية وحتى فجر أمس مسيرات حاشدة شارك فيها الآلاف تأييدا لعرفات تخللها اطلاق نار كثيف في الهواء وتوجيه تحذيرات لاسرائيل من المس به شارك فيها ممثلون عن جميع الفصائل لا سيما عن حركة فتح التي يتزعمها عرفات. حملة القتل وواصلت اسرائيل حملتها لقتل المزيد من أبناء الشعب الفلسطيني حيث استشهد اربعة مواطنين فلسطينيين بينهم مذيع من (صوت فلسطين) واصيب عشرة بجروح لدى تحدي المواطنين حظر التجول الذى تفرضه الدبابات الاسرائيلية حيث اطلقت القوات الاسرائيلية النيران عليهم بعد اقترابهم من مقر الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات المحاصر فى رام الله وهم يرددون الهتافات المؤيدة لعرفات وينددون بالحصار0وتصدت القوات الاسرائيلية للمتظاهرين فى مخيم طولكرم حيث استشهد احمد رضوان برصاصة اصابته فى رأسه كما سقط عدد من الجرحى 00 وفى مخيم بلاطه بنابلس استشهد فتى يبلغ من العمر 17 عاما واسمه رياض سواعده برصاص جنود الاحتلال 0كما اعتقلت القوات الاسرائيلية احد الجرحى واسمه محمود مقداد الخطيب لدى نقله بسيارة اسعاف حيث جرى تبادل لاطلاق نار فى العديد من المناطق الفلسطينية 0 تدمير وتلغيم وفى غضون ذلك أقرت مصادر عسكرية اسرائيلية بأن قوات الاحتلال تواصل بجرافاتها هدم المبانى المجاورة لمكاتب الرئيس الفلسطينى ولم يبق منها سوى المبنى الوحيد الذى يتحصن فيه عرفات ومائتان من حراسه ومرافقيه وعدد من رجال القيادة الفلسطينية.وقد لغمت القوات الاسرائيلية المبانى المجاورة لمقر الرئيس عرفات وفجرتها مع توجيهها الانذارات عبر مكبرات الصوت. تجاهل النداءات الدولية وفيما توالى الاستنكار والشجب العالمي والمطالبة من قبل زعماء الدول لفك الحصار عن الرئيس الفلسطيني شبه الأسير تجاهلت اسرائيل هذه النداءات لتخفيف الحصار عن الزعيم البالغ من العمر 73 عاما وشددت الحصار عليه في وقت مبكر من صباح أمس. وصرح مسؤولون فلسطينيون بأن شارون رفض اقتراحا امريكيا بالسماح لمفاوضين فلسطينيين بالدخول الى المجمع لبدء محادثات لانهاء الازمة. وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم الافصاح عن اسمه ان مسؤولا امريكيا اجرى اتصالات مع الرئيس الفلسطيني لابلاغه برد شارون السلبي.وقالت مصادر بالحكومة الاسرائيلية ان شارون لن يتزحزح عن مطلبه بأن يسلم عرفات الاشخاص المطلوبين في اسرائيل.وقال مسؤول: "شارون لا يريد مفاوضات. انه يريد استسلاما كاملا والوضع سيستمر في التدهور... الوضع خطير هذه المرة".