بعد محاولات دامت 12 يوما وإجراء مفاوضات سرية بين الثالوث (جيش المسلمين، والحكومة والأممالمتحدة) بشأن إطلاق سراح 3 من موظفي الأممالمتحدة في مكان سري جنوبأفغانستان طالبت منظمة (جيش المسلمين) المنشقة من حركة طالبان بإطلاق سراح 26 من أعضائها المعتقلين في سجون قوات التحالف الدولي والذين سلمت كشوفهم لوفد الحكومة المفاوض ويمكن أن يكون من بينهم سجناء الحركة في غوانتنامو. ولم تكشف التفاصيل عن أسماء المطلوبين حتى الآن حيث طلب وفد الحكومة مزيدا من الوقت للمراجعة والاستشارة مع الحكومة وعلى إثر ذلك وافق طرف الجيش على مد المهلة إلى امس الاول، كما وافق على التراجع عن بقية مطالب الجيش التي كان يطالب بها في السابق . ومن جانبه قال السيد إسحاق منظور الناطق باسم الجيش إنهم سلموا كشوف المطلوبين إلى وفد الحكومة موضحا أن الوفد الحكومي طلب مهلة يومين آخرين ليراجعوا مع الحكومة هل المطلوبون في الكشوف هم داخل أفغانستان أم هم في زنزانة غوانتامو وهل هم مع الحكومة أم لا ؟ وأكد أنه من الممكن أن تبدأ المفاوضات مرة ثانية وقال:رغم أن أسماء المطلوبين لم توضح بعد فإن بعض المصادر الإخبارية المطلعة أفادت أنهم قيادات بارزة في طالبان منهم سفير طالبان لدى إسلام آباد الملا عبد السلام ضعيف . وقال الناطق باسم القوات الدولية في كابول سكوت نيلسن عن آخر المعلومات حول الأزمة: نتفاوض مع وزارة الدفاع والداخلية ومنظمة الأممالمتحدة بهذا الشأن ولا أريد مزيدا من المعلومات حول القضية لأننا لو نعطي المزيد من المعلومات من الممكن يتعرض الرهائن للخطر المباشر فإنهم في المرحلة الحساسة . وتأتي هذه المفاوضات في حين أشيع أن أحوال بعض المختطفين الصحية ليست جيدة وبدأوا يعانون من سوء الأحوال الصحية بالإضافة إلى القلق النفسي وكانت الأممالمتحدة قد أعربت عن بالغ قلقها تجاههم خاصة بعد ورود الأنباء عن سوء أحوالهم الصحية . ومن جهة اخرى نددت منظمة العفو الدولية عبر بيان نشر في كابول بعملية الخطف وطالبت مرتكبي الجريمة بإطلاق سراح المختطفين فورا بدون أي شرط . وكانت الحكومة الأفغانية قد رفضت في بداية الأمر إجراء أي محادثات مع جيش المسلمين ولكنها الآن أرغمت على قبولها فبدأت تتفاوض مع الخاطفين . وأكدت على جيش المسلمين مراعاة جميع القوانين الدولية وحقوق الإنسان وأن يعاملوا المختطفين معاملة إسلامية وإنسانية لأنهم جاءوا إلى أفغانستان وفق القوانين الدولية في الزي المدني ولخدمة الشعب الأفغاني وإعادة إعمار أفغانستان . وأضاف البيان إن الاختطاف كيفما وأينما وحيثما كان خلاف للقوانين الدولية والإسلامية وتندد بها منظمة العفو الدولية بشدة . وكررت المنظمة مطالبتها من جميع المليشيات والأحزاب والأطراف الموالية للجهات المختلفة أن لا تقوم بمثل هذه الأعمال اللا إنسانية .وفي غضون ذلك وصل أحد أقرباء الرهينة الكوسوفية إلى كابول كآخر محاولة منهم لإطلاق سراحها وطلب من الخاطفين أن يطلقوا وبحرمة شهر رمضان - حسب قوله - سراح المختطفين . وكان قد اختطف 3 من عمال مكتب الأممالمتحدة 28 أكتوبر في قلب العاصمة الأفغانية كابول والذين كانوا يعملون في اللجنة الانتخابية في أفغانستان قبل 10 أيام وهم امرأتان من كوسوفو والثانية إيرلندية - بريطانية ودبلوماسي فلبيني.