في وضح النهار، وعلى الملأ، حولت أمانة الأحساء أرضاً في مدينة الهفوف في الأحساء، مخصصة لبناء مسجد، إلى حديقة عامة، دون التأكد من الأوراق الثبوتية الخاصة بها، لمعرفة إلى أي الجهات تتبع هذه الأرض.وفي الوقت الذي أبدى فيه أهالي الهفوف استياءهم من تصرف الأمانة، كشف إمام المسجد الذي كان يفترض بناؤه على الأرض، أن الأمانة خالفت التعليمات والأنظمة التي من المفروض أن تعمل وفقها، مؤكداً أن الأمانة فعلت ما يحلو لها، قبل أن تتأكد من هوية الأرض.. المكان الذي كان مقرًا لإقامة المسجد (تصوير: إبراهيم السقوفي) الجهات المعنية واستفاق أهالي حي النجاح، في مدينة الهفوف أمانة الأحساء، على تعدي أمانة المحافظة على الأرض المخصصة لمسجد الحي، وتحويلها إلى حديقة عامة، وأكدوا أن الجزء المقتطع يبلغ أكثر من 350 مترا مربعا من المساحة الكلية للأرض، والتي تبلغ 700 متر مربع، أي أكثر من نصف مساحة أرض المسجد تقريبا، وشكروا تجاوب وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والأوقاف مع قضيتهم، وقيامها بتشكيل لجنة خاصة لبحثها وتحويلها إلى الجهات المعنية ممثلة في أمانة الأحساء ووزارة الزراعة منذ أكثر من شهرين، ويطالبون بالإسراع في التحقيق بهذا الشأن، كون مساحة الأرض المخصصة للمسجد هي أرض «وقف»، وسبق عمل كروكي عليها بغرض إنشاء مسكن للإمام والمؤذن، آملين سرعة إزالة التعديات وإعادة الوضع إلى ما كان عليه. الكروكي الخاص بالمسجد لا يزال موجودا في فرع بلدية الرقيقة بالهفوف بقسم المساحة والتخطيط، وموضح به إنشاء مسكن خاص للإمام والمؤذن. إنشاء الحديقة وكشف إمام المسجد الشيخ نبيل بن عبد الرحمن المحارف ل»اليوم» عن وجود مخالفة قانونية واضحة في عملية انشاء الحديقة على أرض المسجد، موجهاً حديثه للجهات المعنية عن كيفية تكليف المقاول بالبدء في إنشاء الحديقة، وعمل المسطحات الخضراء على مساحة الأرض، وهي غير معتمدة. وفجر الشيخ المحارف مفاجأة بقوله إن «أحدا لم يطلب مني الصك الأصلي للأرض المقامة عليها الحديقة، قبل البدء في أعمال الإنشاء حتى الآن»، مشيراً إلى أن صاحب «الأرض الوقف كان كلفه شخصيا قبل وفاته بفرز الأرض عن الأخرى، وهو ما حدث بالفعل، وتم إخبار الورثة بذلك، مؤكداً أن الكروكي الخاص بالمسجد، لا يزال موجوداً في فرع بلدية الرقيقة، بالهفوف بقسم المساحة والتخطيط، وموضح به إنشاء مسكن خاص للإمام والمؤذن، مما يدل على صحة موقفه». وأشار إمام المسجد إلى أن «الأرض مملوكة لصاحب الوقف المتوفى الشيخ عيد آل ثاني يرحمه الله، وكان قد طلب قبل وفاته، إنشاء مسكن خاص لإمام ومؤذن المسجد، ليكون سببا في إعانة تأدية الواجب وإقامة الصلاة، ووعدته بتنفيذ ذلك منذ أكثر من 10 سنوات، معرباً عن استيائه لما يحدث الآن، باعتباره المسئول الأول عن المسجد». وأضاف «خاطبنا الشيخ نبيل الوكيل المسئول عن أوقاف المسجد، وقام بإرسال أحد الأشخاص للكشف عن المسجد منذ مدة طويلة، ولم يتغير شيء»، موضحا أنه «لا أعلم إلى أين وصلت القضية حتى الآن»، مطالباً ب»تدخل لجنة التعديات لحل القضية، والتي تعتبر ضمن مهام البلديات الفرعية التي تقع تلك التعديات في نطاقها، ومحاسبة المسئولين عن استخراج صكين في وقت واحد لقطعة الأرض الموقوفة للمسجد». وقال عبدالله بن مبارك الدسمان أحد سكان الحي: «طالبنا المقاول بوقف أعمال الإنشاء في الحديقة بعد مناشدة الجهات المعنية، ولكن دون جدوى»، مضيفاً «نحن مستاءون جدا مما يحدث، ونناشد الجهات المسئولة عبر جريدتكم بوقف التعدي على أرض الوقف فوراً». راحة المواطنين وأشار عبد الحميد بن صالح العامر إلى أن «ما يحدث يعكس حالة من الإهمال، لعدم قيام الأجهزة الرقابية بواجباتها»، مثمناً دور الأمانة في تقديم الخدمات والمشاريع التنموية التي تستهدف راحة المواطنين في المقام الأول». وأضاف «الأهالي يؤيدون إنشاء حديقة داخل الحي، ولكن ليس بهذه الطريقة، فهناك أولوية لبيوت الله، ويجب عدم التعدي عليها بأي شكل من الأشكال». واتهم العامر أمانة الأحساء بالاستيلاء على مساحة الأرض بغرض إنشاء الحديقة دون النظر إلى أنها أرض وقف.
«الأوقاف»: لن نتهاون في أي تعديات على أراضي الوقف ويؤكد مدير الأوقاف والدعوة والإرشاد في محافظة الأحساء الشيخ أحمد الهاشم أن «هذه القضية ستحل قريبا جدا»، مشيرا إلى أن «إدارة الأوقاف في تواصل تام مع قسم الشؤون الهندسية والخدمات في الأمانة، لبحث القضية»، مضيفاً «هناك خطأ إجرائي بسيط، يتم العمل على إصلاحه»، مشدداً على أن إدارة الأوقاف لن تتهاون في أي تعديات على أراضي الوقف، ونحرص في المقام الأول على تقديم كل ما يخدم بيوت الله». وأكد الهاشم على أن «الحديقة التي يتم إنشاؤها في الوقت الحالي، على قطعة الأرض الوقف المخصصة للمسجد ستزال قريباً، وسيتم الرجوع إلى الأوراق الثبوتية للوقف، وإذا ثبت صحة ذلك، ستتولى الإدارة بناء مسكن خاص للإمام والمؤذن»، شاكرا الأمانة على «سرعة استجابتها وتعاونها مع إدارة الأوقاف». وقال إبراهيم محمد الثاني: «التعدي على أرض المسجد أمر غير مقبول، ويجب محاسبة المسئولين عن ذلك»، لافتا إلى أن «هذا الأمر سيؤدي إلى مشاكل في المستقبل، كونه سيحد من توسعة المسجد، وسيمثل عائقا لمشروع مسكن الإمام والمؤذن المقرر إنشاؤه طبقا لكروكي المسجد».