يستبعد المحللون السياسيون مع اقتراب ساعة الحسم في السباق على الرئاسة الامريكية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ظهور تغييرات جوهرية وجزئية في الولاية الثانية, فليس ثمة ما يوحي استنادا لمناظرات الحزبين المتنافسين ان تغييرات قد تطرأ على سياسة بوش الخارجية وسياسة كيري رغم ان الثاني وعد بانخراط اكبر لبلاده في عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط والميل الى تحقيق انجازات داخلية تهم مواطنيه, الا ان الحرب على الارهاب كانت العنوان الاكبر الذي استحوذ على مناظرات الفريقين, ففي الوقت الذي يرى فيه بعض المراقبين والمحللين السياسيين ان كيري قد يتمكن من احياء عملية السلام في المنطقة باعادة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات الا ان الشكوك تحوم حول هذه المهمة ان لم تعالج الولاياتالمتحدة في الولاية الثانية من الرئاسة قضية المنطقة بتجرد من علاقاتها التقليدية مع اسرائيل, ومع ذلك فالمطلوب ان يؤدي الرئيس القادم من احد الحزبين دورا اكبر على خط الصراع الفلسطيني / الاسرائيلي للحيلولة دون تفاقم الاوضاع في المنطقة والوصول بكل الحلول والمبادرات الى طريق مسدود, فمن المشاهد في ظل احتدام المناظرات بين الحزبين ان كيري حاول استرضاء الناخب اليهودي الامريكي على حساب قضية النزاع, ومن شأن هذا الاسترضاء قبل حسم مسألة الرئاسة, ان تدخل الشكوك في امكانية احراز تقدم ملموس في جوهر قضية النزاع بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي, وان الساحة سوف تشهد مزيدا من التوتر والقلق, فان ظهرت علامات مشجعة بان كيري قد يدفع بعملية السلام في المنطقة الى حل سريع, الا ان المرشحين الجمهوري والديمقراطي في واقع الامر ينطلقان في معالجتهما لازمة المنطقة من خطوط عريضة غير متباينة في السياسة الامريكية وان كانت (اللهجات) متغيرة بين المرشحين في صور حل الازمة العالقة, وعلى نفس الخطوط يلتقيان ايضا في مناهج محاربتهما للارهاب والامن في العراق وضمان امن اسرائيل وغيرها من المسائل الساخنة على كل ساحة, وعلى درجة (اختلاف اللهجات) نفسها تتباين الرؤى بين الفريقين في مسائل الاصلاح ونشر الديمقراطية في المنطقة غير ان تلك الخطوط العريضة تبقى ماثلة رغم بروز كل تباين, ومهما يكن من امر فان من الصعوبة بمكان التكهن باحتمال حدوث تغييرات جذرية حيال عملية السلام في المنطقة سواء كان المرشح للفترة الرئاسية المقبلة من الجمهوريين او الديمقراطيين,