وضع أحدث استطلاع للرأي مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية باراك أوباما متقدما بعشر نقاط عن منافسه الجمهوري، في الوقت الذي بدأ فيه المرشح الديمقراطي التركيز في حملته الانتخابية على مسألة الأمن القومي. فلقد أظهر أحدث استطلاع للرأي -في سلسلة وكالة رويترز بالتعاون مع مؤسسة سي سبان ومعهد زغبي- نشرت نتائجه الأربعاء أن أوباما عزز تقدمه على مرشح الحزب الجمهوري ب10 نقاط. وطبقا لهذا الاستطلاع حصل أوباما على تأييد 52% من المستطلعة آراؤهم مقابل 42% لصالح مكين ليحقق بذلك ارتفاعا قدره 8 نقاط عن الاستطلاع المنشور الثلاثاء. وأجري الاستطلاع الأخير بواسطة الهاتف على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة ويبلغ هامش الخطأ فيه 2.9 نقطة مئوية. وكان استطلاع أجرته محطة (سي أن أن) التلفزيونية، ونشرت نتائجه الثلاثاء، قد أظهر تقدم السناتور المنحدر من أصل أفريقي بتسع نقاط أي بنسبة 51% مقابل 42% لماكين. واستخدمت محطة (سي أن أن) في دراستها الموسعة النتائج التي جمعتها من استطلاعات منفصلة أجريت في مختلف أنحاء البلاد خلال الفترة ما بين 16 و20 من الشهر الجاري. وعزا المراقبون تفوق أوباما في جمع التبرعات لصالح حملته الانتخابية إلى حسن استغلال القائمين على حملته لتكنولوجيا الاتصالات وعلى رأسها الشبكة العنكبوتية. فقد استطاع المرشح الديمقراطي جمع مبلغ هائل وصل إلى 150 مليون دولار خلال الشهر الماضي جاء معظمه من صغار المتبرعين حيث تبرع كل واحد منهم بأقل من 100 دولار من خلال موقعه على الإنترنت. وبفضل هذا الاستخدام غير المسبوق للإنترنت، نجحت حملة جمع الأموال لأوباما في اجتذاب 632 ألف متبرع جديد. وتشير التقديرات إلى أن إجمالي التبرعات التي جمعها أوباما عن طريق الإنترنت منذ بدء حملته قبل عامين يزيد عن مليار دولار، أي عشرة أضعاف حجم الأموال التي جمعها جون كيري المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية عام 2004. ومع تقدمه في استطلاعات الرأي، من المنتظر أن يركز أوباما في الأيام المقبلة على مسائل الأمن القومي في حملاته الانتخابية، لاسيما أن هذه المسألة تعتبر من الأوراق الهامة التي سيحاول الجمهوريون استغلالها ضد المرشح الديمقراطي. وفي هذا الإطار يلتقي أوباما الأربعاء في ريتشموند بولاية فيرجينيا -بحضور المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس جوزيف بايدن- بعدد من مستشاري الأمن القومي في حملته الانتخابية قبل أن يلقي خطابا أمام مؤيديه يتناول فيه الخطوط العريضة لسياساته الخارجية. ومن المنتظر أن تحتل الأزمة المالية وتداعياتها على المواطن الأميركي موقع الصدارة في زيارة أوباما لولاية أنديانا الخميس قبل أن يوقف نشاطه متوجها إلى هاواي لعيادة جدته المريضة، كما أعلن سابقا. يشار إلى أوباما وصل إلى ولاية فيرجينيا الثلاثاء بعد حملة انتحابية استمرت ثلاثة أيام في ولاية فلوريدا -التي صوتت لصالح الرئيس بوش عامي 2000 و2004- بمشاركة منافسته السابقة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي السناتورة هيلاري كلينتون. بالمقابل يتوجه ماكين الأربعاء إلى ولاية أوهايو لحضور تجمعين انتخابيين بمشاركة زميلته في ورقة الاقتراع سارة بالين المرشحة لمنصب نائب الرئيس. وكان ماكين قد أنهى الثلاثاء جولته في ولاية بنلسلفانيا التي تعتبر من معاقل الديمقراطيين، حيث حاول المرشح الجمهوري تغيير المزاج الانتخابي لصالحه كما فعل أوباما في العديد من المناطق المعروفة بتأييدها التقليدي للجمهوريين. وفي مدينة هاريسبورغ تحديدا، جدد ماكين اتهاماته للمرشح الديمقراطي بعدم الخبرة في مجال الأمن القومي والسياسة الخارجية متسائلا عن مدى استعداده لمواجهة الأزمة التي توقع المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس جوزيف بايدن أن يواجهها الرئيس المقبل بعد أشهر من بداية ولايته الدستورية.