في هذا الزمان الردئ العاثر حيث يحتسي العالم العربي مرارة احتلال العراق ويشاهد بأم عينه المجردة تفاصيل الخطة الاسرائيلية بتصفية شعب فلسطين , اضافة الى ماتمر به الأمة العربية من أزمات ومحن عاصفة , وحروب مدمرة تزهق فيها الأرواح وتستباح الحرمات وتصفى القيادات , في هذا الزمن الردئ ونحن نعيش في الوقت الحاضر في ظل شهر التوبة والغفران , شهر (أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار) 00 في هذا الشهر العظيم ينبغي على كل مسلم أن يتجرد من كل ملذاته الدنيوية ويلجأ الى بارئه سبحانه وتعالى ليغفر زلاته وذنوبه, فكل المصائب التي تحيق بالعرب والمسلمين سببها في واقع الأمر الابتعاد عن الله , والتقرب الى الذنوب والشهوات. يحز في النفس في هذا الشهر العظيم أن يشاهد المسلم هذا التسابق المحموم من محطاتنا الخليجية والعربية لعرض سلسلة من البرامج المتجردة من الحياء والذوق والبعيدة عن الأعراف والعادات والتقاليد العربية والاسلامية الأصيلة , وللأسف إن تلك البرامج والمسلسلات الهابطة التي تثير الغرائز تعرض في أفضل الشهور عند الله. أمر مؤسف ان يحدث هذا , غير أننا نعود من جديد لاجترارآلامنا والشكوى من أوضاع أمتنا المزرية , رغم علمنا بالأسباب التي أدت الى تدهورنا وتقهقرنا وهزائمنا , أمر مؤسف أن (يتسحر) المسلمون ان جاز القول على مسلسل (دنيا القوي) ومابه من سخافات ومهازل لاأملك ازاءها الا أن أردد ماجاء في محكم التنزيل الشريف : (ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا. ربنا ولاتحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا. ربنا ولاتحملنا مالاطاقة لنا به. واعفو عنا واغفر لنا وارحمنا. انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين).