صاحب المرض المزمن الذي لا يستطيع معه الصيام عليه عن كل يوم أفطره اطعام مسكين حكم من أفطر لكبر أو مرض @ مريض بالسكر وبمرض في المعدة وبمرض نفسي أيضا شفاه الله، ولم يستطع الصيام، ولكنه يدفع نقودا كفارة عنه؛ فهل يكفي هذا؟ أم عليه شيء آخر؟ تذكر أيها السائل أنك مصاب بالأمراض التي لا تستطيع معها الصيام، وأنك تدفع كفارة من النقود. نقول: شفاك الله مما أصابك وأعانك على أداء ما افترض الله عليك. أما افطارك من أجل المرض؛ فهذا شيء صحيح لا حرج فيه؛ لأن الله سبحانه وتعالى رخص للمريض أن يفطر اذا كان الصيام يشق عليه أو يضاعف المرض، وأمره أن يقضي الأيام التي أفطرها في فترة أخرى (فعدة من أيام أخر)، هذا اذا كان المرض يرجى زواله أو خفته في بعض الأحيان؛ بحيث يستطيع أن يقضي في فترة أخرى، أما اذا كان المرض مستمرا ومزمنا لا يرجى برؤه؛ فإنه يتعين عليه الاطعام؛ لقوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)، ومنهم المريض الذي مرضه مزمن. والاطعام لا يكون بالنقود كما ذكرت، وانما يكون الاطعام بدفع الطعام الذي هو قوت البلد؛ بأن تدفع عن كل يوم نصف الصاع من قوت البلد المعتاد، ونصف الصاع يبلغ الكيلو والنصف تقريبا؛ فعليك أن تدفع طعاما من قوت البلد بهذا المقدار الذي ذكرنا على كل يوم، ولا تدفع النقود؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)؛ نص على الطعام. لا صيام على والدتك @ والدتي يرحمها الله مرضت قبل وفاتها مرضا شديدا اثر سقوطها على رأسها سقوطا شديدا أدى الى اصابتها باختلال عقلي لمدة سنة كاملة، ولذا لم تستطع أداء فريضتي الصيام والصلاة؛ فأرجو افادتي: هل يجب عليّ أن أقوم بالقضاء عنها، أو الكفارة، أو اي عمل آخر ترشدونني إليه، حفظكم الله وسدد خطاكم؟ اذا كانت بالصفة التي ذكرت بأنها مختلة العقل والشعور بسبب الاصابة؛ فهذه لا صيام عليها ولا تكليف عليها؛ لأنها زائلة العقل، والعبادة انما تجب على العاقل البالغ؛ فلا صيام على هذه المصابة التي ماتت بإصابتها وهي مختلة العقل وزائلة الشعور. أما اذا كان معها عقلها ومعها شعورها، ولكنها أتت عليها الاصابة حتى ماتت؛ فإن الصيام لا يسقط عنها؛ فإذا كانت لها تركة؛ فإنه يخرج من تركتها كفارة اطعام مسكين عن كل يوم من الأيام التي تركتها، وان تبرع أحد من أقاربها وأطعم عنها أو صام عنها؛ فإنه يرجى أن ينفعها ذلك. عليك الاطعام @ عليّ صيام شهرين ونصف الشهر من رمضان، ولا أستطيع أن أصوم؛ لأنني مصابة بمرض المعدة، وقد استشرت طبيبا أخصائيا؛ فقال لي: لا ينبغي لك الصوم؛ فماذا عليّ مع هذه الحالة؟ أفيدوني شكر الله لكم. اذا كنت لا تستطيعين الصيام أداء ولا قضاء بسبب مرض مزمن قال الأطباء: إنه يتعذر معه الصوم أو يشق معه الصوم مشقة غير محتملة أو يضاعف المرض ويزيد فيه؛ فإنه يجب عليك أن تطعمي عن كل يوم مسكينا، ويكفي هذا عن الصيام؛ لقوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين).