بعد أن استعدت محطات التلفزة العربية للإقبال عليها قررت الامتناع عن بث مسلسل (الطريق إلى كابول) في أعقاب تهديدات من مجموعة إسلامية حذرت من أي إساءة إلى صورة حركة طالبان في المسلسل الذي يروي حقبات من تاريخ أفغانستان من الاحتلال السوفييتي إلى الاجتياح الأمريكي للبلاد، وذلك بعد أن طلب التلفزيون القطري الممول للعمل عدم بثه للمسلسل الذي يقدم سردا تاريخيا للأحداث التي مرت بها أفغانستان منذ الاحتلال السوفيتي وحكم حركة طالبان والغزو الأمريكي لها في إطار قصة حب بين شابة أفغانية وشاب عربي يلتقيان في لندن ثم يعودان إلى كابول. وتشكل تجربة حركة طالبان جزءا من هذه الرواية الدرامية التي تتناول حقبات من تاريخ أفغانستان من الاحتلال السوفييتي إلى اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة والاجتياح الأمريكي للبلاد. وكان المسلسل قد تناول الجانب السياسي التاريخي و الفاجعة الإنسانية الواقعة على هامش الحرب والاقتتال. وتناول الوضع الأفغاني بكامله من الاحتلال السوفييتي إلى حرب الفصائل وقيام دولة طالبان وانتهائها بشكل متوازن جدا وبالإيجابيات والسلبيات لكل هذه الفترة . فالبطلة الرئيسية للقصة طالبة أفغانية تدرس في بريطانيا وتقع في غرام شاب عربي إلا أنها تعود إلى أفغانستان لتساهم في بناء مجتمعها فتتعرض للضغوط التي تعرضت لها الأفغانيات خلال حكم طالبان. والكاتب أكد على أن التركيز الأساسي في الإدانة هو لحرب الفصائل والاقتتال الأفغاني الداخلي الذي استنزف قدرات الشعب الأفغاني. ولا يدين كاتب السيناريو الأردني جمال أبو حمدان تجربة الأفغان العرب الذين قصدوا أفغانستان تحت عنوان الجهاد والصورة التي قدمها هي أن هؤلاء مجاهدون. لكن بعد خروج السوفييت من أفغانستان اشتبكت الفصائل ولم يعد للمجاهدين العرب دور حقيقي . واستعان المسلسل الذي تم تصويره على مدى أربعة اشهر متواصلة في جامعة كامبريدج في بريطانيا، حيث درست الشابة الأفغانية والتقت بالشاب العربي وجرت قصة الحب بينهما، إضافة إلى مناطق في الأردن ذات طبيعة مماثلة لأفغانستان، بالتوثيق إضافة إلى تجارب العديد من الأفغان العرب. وتناول بعض مشاهد المسلسل تجربة النساء تحت حكم طالبان ومنها إعدام النساء أو تعرض بطلة المسلسل للضرب على يد شقيقها لأنها لا تضع الحجاب أو تدمير التماثيل الأثرية في باميان. ويحكي المسلسل أنه عندما عادت الفتاة الافغانية إلى بلادها واجهت ضغوطا من مسؤولي حركة طالبان المتشددين الذين أجبروها على ارتداء الجلباب والبرقع ومنعوها من العمل. وكان من المفترض أن يعرض العديد من المحطات العربية مسلسل (الطريق إلى كابول) خلال شهر رمضان، ولكن تهديدات من مجموعة إسلامية حذرت من أي تشويه لحركة طالبان التي حكمت أفغانستان حتى العام 2001 حالت دون إذاعة المسلسل.. فقد حذرت مجموعة إسلامية غير معروفة تطلق على نفسها اسم كتائب المجاهدين في العراق وسوريا في بيان بثه موقع إلكتروني كل من ساهم بإنتاج هذا المسلسل من ممثل أو مخرج أو مصور في حال تضمن أي تشويه لحركة طالبان. وهددت المجموعة بضرب مراكز القنوات الفضائية ومراسليها في العراق وسوريا العارضة لذلك المسلسل. وكان مدير التلفزيون الاردني المنتج عبد الحليم عربيات قد قال: إن التلفزيون قرر عدم بث المسلسل رغم برمجته ضمن شبكة البرامج المقررة لشهر رمضان، بعد طلب بهذا الصدد من تلفزيون قطر الممول لهذا العمل الإبداعي الدرامي وأن تلفزيون دولة قطر طلب الامتناع عن بث المسلسل الرمضاني إلا انه شدد على أن القرار يعود لأسباب فنية فقط دون أن يكون رضوخا لتهديدات الإرهابيين - حسب تصريح لمدير إدارة التلفزيون محمد عبد الرحمن الكواري. وقال الكواري ان المسلسل الذي كان من المقرر بثه خلال شهر رمضان لم يكتمل فنيا بعد. وكان بيان صادر عن مجموعة إسلامية مجهولة نشر على موقع إنترنت هدد بمهاجمة كل من ساهم في مسلسل الطريق الى كابول، وهو إنتاج أردني، في حال تضمن إساءة إلى حركة طالبان الأفغانية. وقال المسئول طالبا عدم كشف هويته القرار إنه لا علاقة للقرار بتلك التهديدات وانه تم اتخاذه قبل ظهور تلك التهديدات بيومين بسبب عدم توافر كل حلقات المسلسل كاملة. إلا أن المدير التنفيذي ل المركز العربي للسمعيات والبصريات الشركة الأردنية التي تولت إنتاج المسلسل، قدم تفسيرا مختلفا. وجاء منع الأردن بث مسلسل (الطريق إلى كابول) بشكل مفاجئ بعد أسبوع من الدعاية له حيث كان من المقرر أن يبدأ مع أول أيام شهر رمضان. وكانت قناة إم بي سي الفضائية ، ومقرها في دبي، قد بثت الحلقة الأولى من المسلسل ، فيما وعد التلفزيون الاردني بإذاعة المسلسل خلال الأيام الأولى من شهر رمضان. وكان مسئولو التلفزيون الأردني قد قالوا: إن إذاعة المسلسل قد تتأخر لعدة أيام بسبب مشاكل فنية، لكنهم عادوا بعد يومين ليعلنوا إلغاء إذاعة المسلسل. وقال عبد الحليم عربيات، المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون الأردني إن بث المسلسل: (قد جمد إلى أجل غير مسمى بناء على طلب من منتجها، التلفزيون القطري)، وليس بسبب التهديدات. كما أن تلفزيون دولة قطر أعلن التوقف بعد أن كان الممول له عن بث مسلسل (الطريق إلى كابول) وذلك بعد أقل من 24 ساعة على تهديد موقع على الإنترنت المحطات والفضائيات ومراسلي الفضائيات التي تبثه إذا ما اعتبرت هذه الجهة المجهولة ان في المسلسل إساءة إلى ما اعتبرته الدور المشرف لحركة طالبان في أفغانستان. وقد أعلن تلفزيون قطر أن الامتناع عن بث المسلسل الرمضاني الطريق الى كابول الذي كان موضع تهديد مجموعات إسلامية، وذلك لأسباب فنية حسب تصريح لمدير إدارة التلفزيون محمد عبد الرحمن الكواري . وتتنافس قنوات التلفزيون العربية خلال شهر رمضان على بث مسلسلات تنتجها خصيصا لشهر الصيام الذي يتميز بسهراته العائلية الطويلة في العالم العربي. تهديدات مجهولة في حال إظهار طالبان بشكل سلبي: وكان التهديد قد نشر على موقع يسمى (الانصار نت) في الشبكة العنكبوتية العالمية الانترنيت وجاء في المنشور الذي حمل اسم "البيان رقم 7 من كتائب المجاهدين في العراق وسوريا"، "تحذيرنا الشديد لكل من ساهم بإنتاج هذا المسلسل من ممثل أو مخرج أو مصور" في حال تضمن المسلسل "غير حقيقة طالبان المشرفة وما طبقوه من الشرع الحنيف ومن دولة الخلافة". وأضاف البيان الذي لم يمكن التأكد من صحته "سوف نضرب إن قدر الله لنا ذلك مراكز القنوات الفضائية ومراسليها ومراكزها في العراق وسوريا العارضة لذلك المسلسل" متوعدا بأنه "لن يفلت من أيدينا أي واحد منهم إن لم يكن اليوم فبالغد وأن لم يكن بالغد فبعد شهر أو بعد سنة". وقال طلال عدنان العوامله، صاحب الشركة الاردنية التي أنتجت المسلسل، إنه أنتج بشكل رئيسي في الاردن وإن غالبية العاملين فيه كانوا من الاردنيين، لكنه أضاف أن الاردن غير مسؤول عن منع إذاعته. وقال العوامله إن "القطريين هم المسؤولون عن توزيع المسلسل وإن الاذن بإذاعته أو وقفه يعود إليهم". ومن جانبهم يرى بعض الكتاب العرب أنه ومع رضوخ الكثير من الدول إلى مطالب الجماعات الإرهابية في العراق وبخاصة تلك التي تدعى الإسلام، فقد تنامى طموح هذه الجماعات بعد الحالات التي استجابت فيها دول وشركات وأجهزة أمنية إلى مطالب الإرهابيين إما بمغادرة العراق أو باتخاذ مواقف سياسية محددة تخدمها، تنامى مشروع هذه الجماعات للدرجة التي وصل فيها حد التدخل في الإنتاج الفني والأدبي و الإبداعي للعقل العربي الحر الخارج عن نطاق سيطرة تفكير هذه الجماعات، وربما يكون بيان التهديد الذي أطلقته إحدى هذه الجماعات ضد عرض المسلسل التلفزيوني "الطريق إلى كابول" أحد النماذج التي تشخص مدى حالة التغول التي اخذت تمارسها هذه القوى ضد المجتمع العربي والإسلامي ومدى الإذعان الذي اخذ يتعاطى به البعض مع هذه الأفكار وهذه الآراء التي اختطفت الاسلام و الان تريد اختطاف المسلمين وسلبهم ابسط أنواع الحرية، ليتحولوا إما مجرد رهائن لأفكار هذه الجماعات أو ليتحولوا إلى أبواق لها يرددون ما تريد ويصفقون لها وإلا فانهم سيتحولون إلى مجرد زنادقة وكفار وعملاء حلال قتلهم و دق أعناقهم أو سمل عيونهم . كابول تجهل ما حكي عنها هذا ما تردد وحكي عن كابول في العالم العربي وصحافته العربية العريقة وفضائياته المباشرة والكثيرة، الجهة المنتجة والممولة والمبدعة لمسلسل "الطريق إلى كابول" وتناولته أقلام كتابه ونقاده بالعرض والنقد وتبادل الصفقات التجارية والعقود النقدية ولكن على الجانب الذي تحدث عنه المسلسل وحقباته وعرض مشاهده التاريخية التي قدمها هذا المسلسل المهدد يجهل مواطنو كابول المحور الأساسي للمسلسل ومغزاه ومبناه وما دار فيه وله وعليه وحوله حيث الصحافة الغربية هي المسيطرة بشتى أنواعها المرئية والمسموعة والمطبوعة بشكل مباشر أو غير مباشر وتبث لنا هنا في كابول من وراء المحيط الأطلنطي ما بدت لها سوءاتها ولا تقتطف لنا من الصحافة الإسلامية وخاصة من العالم العربي والإسلامي بشكل خاص إلا ما كانت لمصالحه المادية والمعنوية وهذا بعد أن تأمركت كابولوتلندنت وانفصلت عن العالم الإسلامي كأنها ليست جزءا لا يتجزأ منه رغم أنها قلبه الذي لا يعيش لحظة بدونه كما يقول الشاعر الباكستاني الشهير العلامة إقبال اللاهوري في وصفه لأفغانستان ب (قلب آسيا). واتضح ل(اليوم) من خلال الاحتكاك بكثير من المسئولين في الحكومة والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية المهتمين بقضايا العالم وحتى الصحفيين الذين لهم الإلمام الكبير، أن كثيرين لا يعرفون عن هذا المسلسل حتى باسمه ومحتواه إلا النزر اليسير ممن يتابعون القنوات العربية عبر شاشات التلفزة العربية .. وبدا الأمر كأنه غير مثير لاهتمام المواطنين الأفغان، رغم أن المسلسل يتحدث عن مدينتهم. (اليوم) توجهت بسؤال أكثر من مواطن أفغاني، بعضهم نفى معرفته أساساً بالمسلسل، لأنه لا يمتلك طبقاً فضائياً، والآخر قال بالبشتونية إنه لا يعرف العربية.. وفي حين كانت الصحافة العربية تعج بأحداث وعرض ونقد أخبار مسلسل "الطريق إلى كابول" بشكل كبير جدا إلا أن الصخافة الأفغانية لم تتعرض له على الإطلاق. التعذيب باسم الدين.. ام الجهاد؟