يصاب البعض منا بالإحباط والهزيمة القاهرة.. عندما يفشل في تجربة من تجارب الحياة المختلفة لاسيما تجربة الدراسة.. مما يجعله عرضة للإخفاق والانزواء خلف قضبان الندم واللوم والتقريع.. من الذين يزيدون فجوة الفشل.. ويساهمون في تضخيم عجزه النفسي وامتهان ذاته القاصرة كمايطلق عليه.. يصور نفسه على أنه سيئ الحظ أو لم يوافقه الحظ ويتشاءم من كل عمل يقدم عليه او يسعى لإنجازه مما يثبط هممه وجوانب القوة الخفية في داخله.. ويستسلم بكامل ارادته لهذا الطوفان المدمر الذي يقضي على بوادر الابداع التي تكمن في الجوانب الاخرى من شخصه.. ولا يحاول كشفها.. في حين أنه يستشعر أن الفشل هو استسلام للفشل.. وقد لا يحاول كسر هذا الحاجز والسير بثوابت ثقة عالية.. تعزز من قدراته وتمنحه مزيدا من النجاح والتألق. وفي سير بعض من المخترعين والعباقرة انموذج للنجاح بعد قهر الفشل وتنمية قدراته القابعة داخل بؤرة عقله وقد عمد أحدهم الى تحدي استاذه وتخطى مراحل فشله الدراسية.. واستطاع من خلال تنمية قدراته العقلية ان يحول طاقاته الابداعية الى اختراع لا يزال محط انظار العالم والعلماء.. وهو اختراع المصباح الكهربائي الذي حول (توماس ادسون) من طالب فاشل الى عالم مخترع أضاء دروب العلم والمعرفة.. كذلك كان (اسحق نيوتن على الرغم من رسوبه المتكرر فإنه نجح في النظرية). وكذلك الكاتب الروسي ليوتوتوتسي كان فاشلا في دراسته وكتب أجمل الروايات ومن الذين أبدعوا وأتحفوا المكتبات بأعمالهم الأدبية. ورغم التعليم البسيط للأديب (عباس العقاد) فإنه ألف من الكتب مالم يؤلفه استاذ جامعي.. وما أردناه من خلال طرح تجارب الفشل في حياة هؤلاء العباقرة والعلماء هو أن نوضح حقيقة أن الفشل بداية النجاح والسعي الدؤوب لإثبات القدرات الذاتية وصقل المواهب.. واكتساب خبرات من الحياة والتجارب وأن الفشل رغم قساوته يظل الطريق المتعثر لبلوغ المرام واكتشاف القدرات المخبوءة داخل عقولنا واخراجها علما يرسخ في الأذهان.. ومحاولة طمس اليأس والعجز واستبداله بالتفاؤل والأمل لتبدو الحياة أكثر بهجة وأكثر علما.. فقط لنبدأ البحث واخراج مكنونات ابداعنا وجعل الفشل بداية لضياء يعم العالم نورا ومعرفة. @@ فاطمة الخماس