آخر رمق من الليلة القمرية استقبلنا القمر تحت ضوئه انقطعت الكهرباء عن الحي الذي نقطن فيه ولم يستطع فنيو الصيانة تحديد العطل في حينها مما أبدى استياء واضحا عند أهالي الحي لأن حرارة الجو لم تساعد على التكيف ولأن انقطاعها تزامن في وقت التحضير والاستعداد للاختبارات النهائية وهي التي يتوقف عندها مصير السلم الدراسي أو عنق المستقبل الجامعي. ولكنها لم تحتل مساحة من الأحاديث وقت التجمع العائلي كما احتلها أديسون من بين دعوات له ونصائح منه ورحمة له.. إن توماس أدسون الذي أهدى للبشرية مفتاح العبور نحو التطور رسم بتجربته الخرائط التي رسمت الحياة بأنماطها المختلفة اليوم فانقطاع الكهرباء لا يخفي النور عن أبصارنا فقط بل هو انقطاع عن وسائل الاتصال بكل سبلها المعتمدة بشكل أساسي على مولدات الكهرباء.. وأصدقكم قولا إننا لا نشهد مثل الانقطاعات إلا في حالات نادرة ولكن مايسعنا أن نلقي باللائمة عليه.. إن منطقة مثل منطقة شبه الجزيزة العربية الثلث الاكبر من مساحتها يعني ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع معدلات الرطوبة والسموم بنسب متفاوتة، أن تعجز عن سد الخلل بشكل فوري فذلك يعني أنها لا تولي هذا المصدر الاهتمام الكافي بدليل أن البدائل كانت محدودة وشبه معدومة مما أدى إلى مكوث معظم الأسر إلى أكثر من 12 ساعة بدون كهرباء..فارقنا أدسون منذ أكثر من قرن ومع ذلك لا يستطيع العالم بأسره أن يضاهي ما صنعته يداه اللتان وصلت محاولاتهما إلى 1336مرة.. العقل البشري قادر على صنع الكثير وفي ظل الظروف المحيطة يحصل المخترع على امتيازات وحقوق تحفظ جهوده من الضياع. سنة الاختراع قائمة على تطوير خبرات من سبقونا إليها فإذا كنا عاجزين عن اختراع يضاهي الكهرباء فنحن لا نستحق ماتركه أدسون. روان الوافي