يعتزم منتجو البرامج التليفزيونية في ألمانيا إنتاج نسخة جديدة من برنامج تلفزيون الواقع "الاخ الاكبر" ربما يستمر عرضها لسنوات طويلة. وتقول وسائل الاعلام الالمانية إن منتجي هذه البرامج يفكرون في نوع جديد فبدلا من أن يحيا المشاركون لعدة أسابيع في مكان واحد فإن المنتجين يستعدون لبناء مدينة صغيرة مساحتها أربعة آلاف كيلومتر مربع تحتضن بين جنباتها الاسواق والميادين وكنيسة والمحال تجارية وأماكن للعمل وغابة صغيرة. وسيكون بإمكان المشاركين في هذا البرنامج الحياة في هذه المدينة لعدة عقود يدرسون ويذهبون للعمل ويتزوجون وينجبون أطفالا ويمارسون حياتهم اليومية العادية أي أنهم نظريا يستطيعون الحياة في هذا العالم الصناعي حتى وفاتهم. ويشبه هذا البرنامج الفيلم الذي أنتجته السينما الامريكية عام 1988 بعنوان "عرض ترومان" بطولة نجم الكوميديا الامريكي جيم كاري الذي كان دون أن يدري موضوعا لبرنامج تليفزيوني يستمر عرضه طوال 24 ساعة من نوعية برامج تليفزيون الواقع. وتخطط شركة الانتاج وهي "انديمول" لبدء إذاعة هذا النوع الجديد من برنامج الاخ الاكبر في فبراير أو مارس من العام المقبل فيما يصفه المدير التنفيذي للشركة بوريس براندت بأنه يشبه المسلسلات الدرامية الامريكية المعروفة باسم "سوب أوبرا" ولكنها هذه المرة حقيقية وبأبطال حقيقيين. ورغم أن التقارير تتحدث عن مدينة كاملة قال براندت إن الشركة وضعت عددا قليلا من المباني في موقع بالقرب من كولونيا ولكن المشاركين يستطيعون الحياة في هذا المكان لعدة عقود وهم يخضعون لمراقبة أكثر من مائة كاميرا ومائة ميكروفون على مدار 24 ساعة يتابعهم فيها عبر شاشات التليفزيون ملايين المشاهدين الالمان. وسيشكل المشاركون عدة مجموعات من الشباب العاطل عن العمل وسيعيشون حياة طبيعية يدرسون فيها ما فاتهم خلال سنوات الدراسة أو يتعلمون لغات جديدة كما سيخوضون اختبارات للتوظيف ويعملون في وظائف سواء داخل هذا المجمع أو خارجه. علاوة على ذلك ستظهر سمات الواقعية أكثر من خلال بعض الممثلين الثانويين (الكومبارس ) الذين سيجسدون أدوار سكان المدينة ولكن الدراما الشخصية والحياة الجنسية والصراعات الانسانية والمآزق التي يخوضها كل شخص هي التي تشكل الفائدة التي ينتظرها عشاق برنامج الاخ الاكبر وهي التي ستوفر المقومات التي يتوقعها المنتجون من المشاركين للحفاظ على نسبة مشاهدة عالية. وسيحل هذا البرنامج الذي أطلق عليه مؤقتا اسم "الاخ الاكبر إلى الابد" محل برنامج الاخ الاكبر الذي يعرض حاليا على قناة (ار تي ال 2) وعرض على المشاركين الباقين فيه فرصة الدخول مباشرة إلى المدينة التي أنشأت من أجل هذا الغرض. وتعرض هذا القالب الجديد لانتقادات لاذعة حيث يقول خبير علم النفس الاعلامي جو جرويبيل إن هناك مخاطرة في ألا يستطيع المشاركون العودة مرة أخرى إلى الحياة العادية فلا يوجد مرشح يستطيع أن يعرف كيف سيكون شكل الحياة لعدة سنوات في عالم اصطناعي. وانتقد ادموند شتويبر رئيس الوزراء في ولاية بافاريا انتشار ظاهرة تليفزيون الواقع وقال في مؤتمر صحفي في ميونيخ "إن هذه البرامج تساهم في تزايد عدم الالتزام بين الاطفال والشباب". وأضاف "إذاعة النكات المعادية للسامية كان بالخصوص خطأ خطيرا فيما يعتبر حاليا ترفيها". ورفض راينير لاوكس منتج برنامج الاخ الاكبر المخاوف بشأن البرنامج الجديد قائلا إن كل مشارك في هذا النوع من البرامج يعرف جيدا ما ينتظره. وقال: يمكن توجيه هذه الانتقادات قبل الحلقة الاولى ولكن ليس خلال الحلقة الخامسة". وسلم لاوكس بأن النكات المعادية للسامية ما كان يجب أن تذاع ولكنه قال إن أحدا يجب ألا يندهش من جراء ذلك فالمشاركون في هذا البرنامج هم مرآة لما يحدث في المجتمع "وللاسف فإن كلام الجناح اليميني المتطرف شائع". ومن النصائح التي توجه إلى المشاركين في برنامج "الاخ الاكبر إلى الابد" أن ينظروا إلى الفقرات المكتوبة بخط صغير في عقودهم.