شكا زوار مسجد جواثا الأثري بمحافظة الأحساء من ضيق المساحة المتاحة للزوار وعدم استيعاب المسجد للأعداد الكبيرة خلال فترة الأجازة الأسبوعية. وأرجع زوار المسجد الأثري السبب لوجود أسلاك وضعت على مدار المنطقة المحيطة بالمسجد لتحديد مسارات الزوار مما يعوق الحركة ويؤدي للتكدس، ويضطر بعضهم إلي مغادرة المسجد دون تفقده بالكامل من أجل إتاحة الفرصة للآخرين للاستمتاع بالمكان بعد أعمال الترميم والتطوير التي قامت بها هيئة الآثار والمساجد مؤخرا. المسجد بعد الترميم (تصوير: ماجد الفرحان) ويطالب الزوار هيئة الآثار والسياحة بسرعة رفع الأسلاك وفتح البوابات المغلقة أمامهم داخل المكان، ويقول مساعد الناصر: شعرت بسعادة بالغة عند سماعنا بافتتاح المسجد وسارعنا لزيارته مع العائلة لإعادة الذكريات القديمة التي تشهد على تاريخ المسجد القديم المرتبط بتراث المحافظة، وفوجئنا بحالة من عدم التنظيم داخل المسجد وخاصة عند بوابة الدخول الوحيدة المخصصة للدخول والخروج ، ويضيف محمد الصليبي: ان ما شاهدته داخل المسجد بعد أعمال التطوير الأخيرة لا يتناسب أبدا مع القيمة الأثرية للمسجد وخاصة وضع تلك الأسلاك المحيطة بالمسجد والتي تحد من حركة الزائرين، كما أن عدم وجود أماكن مخصصة للسيارات يقف عقبة في وجه تدفق حركة الزائرين للمكان التاريخي. وفي نفس الوقت يطالب عدد من الزوار بإقامة الصلاة في المسجد وإقامة صلاة الجمعة أيضاً، ويؤكد خالد الحماد أن الجميع كان ينتظر أن تقام الصلاة فيه إلا أن ضيق المساحة داخله منعت دون ذلك . الهيئة الملكية للجبيل وينبع تحملت تكاليف ترميم المسجد وعدد آخر من المساجد التاريخية في المنطقة الشرقية منها: مسجد البطالية ومسجدا التهيمية الأول والثاني ومسجد العقير وجامع الجبريويشير باحث الآثار خالد الفريدة إلى إدراج مسجد جواثا ضمن البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة والذي تتبناه مؤسسة التراث الخيرية بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ويهدف البرنامج الذي انطلق منذ سنوات إلى العناية بالمساجد ذات الخصوصية العمرانية المحلية في مناطق المملكة المختلفة والتي تحتاج إلى عناية فائقة وإعادة تهيئة، مضيفا أن الهيئة الملكية للجبيل وينبع تحملت تكاليف ترميم المسجد وعدد آخر من المساجد التاريخية في المنطقة الشرقية منها: مسجد البطالية ومسجدا التهيمية الأول والثاني ومسجد العقير وجامع الجبري، وانتهت مؤخرا مؤسسة التراث من ترميم المسجد وفق الأسس العلمية لترميم المباني الأثرية، وبإشراف فني من الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأعدت المؤسسة دراسة معمارية تاريخية للمسجد لتحديد نوعية الأسقف المستخدمة في البناء الأصلي وشكل الأبواب والنوافذ، كما قامت بإعادة بناء الأجزاء المنهارة من المسجد وترميم بقية الأجزاء بما يحفظ للمسجد أصالته وقيمته التاريخية وطابعه المعماري، وأشار الفريدة إلى أن أعمال ترميم أجزاء المسجد تمت على عدة مراحل وشملت شرق وشمال وجنوب المسجد والأروقة والكوة المستطيلة المخصصة لوضع المصاحف. وعثر أثناء عملية ترميم المسجد على كسر من العظام والفخار والأواني الفخارية المختلفة الأشكال والألوان، واستخدمت مادة البناء الأساسية من الطوب اللبن والمونة التي تم إعداد الطوب منها في عملية البناء واللياسة، وعلى الرغم من اختزان أرض جواثا على معالم أثرية وبحسب ما يؤكده معنيون بالآثار فإن جواثا ذكرت في كتب التاريخ الحديث والجغرافيا والأدب. واعتبرت حصناً أو قصراً لعبد القيس بالبحرين وهو مسمى (الأحساء، القطيف، البحرين) سابقا.