إذ جاء في الخبر: «يدرس مجلس التنمية السياحية في محافظة الأحساء، افتتاح أقدم مسجد في شرق الجزيرة العربية، أمام الزوار، في خطوة تستجيب لمطالب المواطنين والسياح، بافتتاح مسجد «جواثا التاريخي»، بعد أن أنهت الهيئة العامة للسياحة والآثار عمليات ترميمه، وفي ظل عدم وجود ما يمنع الشركة المطورة للموقع، من العمل في المساحات المجاورة للمسجد، الذي يعد ثاني مسجد تقام فيه صلاة الجمعة في الإسلام، بعد المسجد النبوي في المدينةالمنورة». وإذ نشيد باهتمام الصحيفة بالمواقع الأثرية والتاريخية، وحرصها على إبراز ما يبذل من جهود للحفاظ عليها، فإنه يسرنا توضيح بعض الحقائق حول ترميم مسجد «الجواثا»، الذي يُعد من المساجد العتيقة المهمة، بحسب ما أوضحتم في الخبر المشار إليه. ونود بداية توضيح أن هذه الأهمية الدينية والتاريخية للمسجد كانت سبباً في إدراجه ضمن البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة، الذي تتبناه مؤسسة التراث بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. ويهدف هذا البرنامج الذي انطلق منذ سنوات إلى العناية بالمساجد ذات الخصوصية العمرانية المحلية في مناطق المملكة المختلفة كافة، التي تحتاج إلى عناية فائقة وإنقاذ سريع، وإعادة تهيئة المعطل منها. وقد تكفلت الهيئة الملكية للجيبل وينبع مشكورة بكلفة ترميمه مع عدد آخر من مساجد المنطقة الشرقية، ومنها مسجد البطالية، ومسجدا التهيمية الأول والثاني، ومسجد العقير بمركز العقير، وجامع الجبري. وقد انتهت مؤسسة التراث من ترميم هذا المسجد في مطلع شهر ذي القعدة الماضي وفق الأسس العلمية لترميم المباني الأثرية، بإشراف فني من الهيئة العامة للسياحة والآثار، إذ أعدت المؤسسة دراسة معمارية تاريخية للمسجد لتحديد نوعية الأسقف المستخدمة في البناء الأصلي، وشكل الأبواب والنوافذ، وبعد ذلك قامت بإعادة بناء الأجزاء المنهارة بالمسجد، وترميم بقية الأجزاء بما يحفظ للمسجد أصالته، ويبقيه على هيئته الأولى قدر المستطاع، ليظل محتفظًا بطابعه المعماري. وإذ نثق في اهتمامكم بنشر هذا الرد، اتساقًا مع اهتمامكم بتاريخ المملكة، وتراثها، وآثارها، فإنه يسعدنا إمدادكم بأي معلومات إضافية عن البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة الذي يحظى باهتمام مباشر من رئيس مؤسسة التراث الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي يشمل اهتمامه المساجد كافة في مناطق المملكة المختلفة، بعضها تم ترميمه، وبعضها الآخر تحت الترميم، إلى جانب وجود مساجد تتم وضع دراسات أولية لها لضمها إلى البرنامج، وذلك بتنسيق تام بين مؤسسة التراث ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والهيئة العامة للسياحة والآثار. المدير العام لمؤسسة التراث