تدرك الفنانة حميدة السنان مدى أهمية المعارض الشخصية والجماعية التي تقيمها بين الفترة والأخرى بالنسبة للفتيات والموهوبات، فهي لا تألو جهداً في سبيل تذليل العقبات لهن ومنحهن الفرصة الكافية لإثبات جدارتهن. وإن كانت المعارض الجماعية التي تقيمها والمسابقات التي تجريها بين فترة وأخرى تعد مهمة، إلا أنها قد لا تحقق طموحات حقيقية بالنسبة للفنانات أنفسهن، ولذلك فهي تسعى لإقامة معارض مصغرة إما أحادية أو ثنائية أو رباعية كما في المعرض الأخير الذي أقامه أتيليه فن بإشرافها للفنانات زهراء الحداد وفداء السادة وسلمى آل سيف وإحسان آل إبراهيم. من جهة أخرى فقد كان إصرار القسم الثقافي بنادي السلام بالعوامية على دعم مثل هذه المعارض له دور كبير في إنجاحها وتقديم المزيد منها كلما أتيحت له الفرصة، حيث سعى النادي لإثبات أن الأندية لها دور ريادي في إثراء الحركة الفنية والثقافية في المنطقة. وقد كان المعرض الذي افتتح الأربعاء الماضي متنوعاً من حيث التجارب، حيث كانت تجربة الفنانتين زهراء الحداد وفداء السادة قريبتين من بعضهما، وقد جاء عرضهما بشكل متجاور بحيث يشعر المتلقي أنه بإزاء تجربة متكاملة. وعلى الرغم من أن زهراء الحداد تعرض ربما لأول مرة بهذه الطريقة المتكاملة فقد حاولت أن تكون مستقلة بألوانها الغامقة ومحاولتها في إعطاء اللون صفة البطولة بين لوحاتها، فقد بدت وكأنها تستعرض مهاراتها اللونية، وجاء اللون ليفصح عن مساحة كبيرة ضمن مكونات اللوحة مما يضيع على المتلقي فرصة الاندماج معها. وتقول الحداد إنه لا يهمها مدى تقبل المتلقي للوحاتها بقدر ما يهمها أن هناك مشاعر وأحاسيس وأفكارا عليها أن تصبها داخل اللوحة، وهو الأمر الذي يجعل الفنان يرسم بمنأى عما يريده المتلقي. وكذلك بالنسبة لفداء السادة فقد كانت تعبر عن ارتباطها بهذا العالم المليء بالمتغيرات، من خلال بعض التعبيرات اللونية التي قد يعدها البعض نوعا من الهذيان الفني. سلمى آل سيف تجربتها تختلف كثيراً عن سابقتيها فهي أعدت أغلب لوحاتها بالرصاص، وبدت تفاصيل لوحاتها وكأنها لوحات شعرية تفيض بالأحاسيس.. كائناتها الفنية أقرب إلى أعمأعما أعمال حميدة السنان وهي لا ترى ضيراً في ذلك كونها تدربت لدى أتيليه فن وهناك تأثير واضح في لوحاتها إلا أنها ترى أنها تحاول أن تكون لها شخصية مستقلة، وهو الأمر الذي يدعو إلى التفاؤل إذا ما استمرت في إعطاء لوحاتها أبعاداً إنسانية كما هو واضح في هذا المعرض. وحاولت آل سيف أن تكون تجربتها أقرب إلى الطبيعة ولذلك فقد حرصت أن تكون أجزاء من الطبيعة مصاحبة للوحاتها، خاصة جذع الشجرة وبعض الأسلاك الحقيقية إلى جانب الأسلاك التي رسمتها داخل اللوحة. أما إحسان آل إبراهيم فتقول: إن تجربتها مع أتيليه فن جاءت متأخرة ولذلك فقد عرضت تجربتين مختلفتين نوعاً ما، ففي الحين التي جاءت إحداها كتجريب أولي في الطبيعة الصامتة كما يحب الكثير من الفنانين أن يبدأ بها، جاءت الأخرى أكثر تنوعاً وثراء.