برعاية مدير العلاقات العامة بشركة أرامكو ناصر النفيسي انطلقت فعاليات المعرض الجماعي المتنقل الأول لمرسم أتيليه فن 2004 الذي تشرف عليه الفنانة حميدة السنان، وقد كان يوم الافتتاح بمثابة عرس تشكيلي في المنطقة، حيث شهد إقبالاً كبيراً من قبل الأهالي والمهتمين والمتابعين فضلاً عن التغطية الصحفية من قبل أكثر من صحيفة محلية. وعلى الرغم من أن المشاركات في المعرض أغلبهن من الفنانات ذات التجارب القليلة إلا أن ذلك لا ينفي قوة المعرض من جوانب أخرى، حيث تساهم مثل هذه الفعاليات في ترسيخ أقدام بعضهن وإعطائهن فرصة الحضور وربما التميز، ففنانة مثل إيمان آل صخي والتي يتوقع لها مستقبل فني خرجت من مثل هذه الفعاليات. رغبة الاكتشاف وتقول الفنانة حميدة السنان : إن المعرض شهد إقبالاً لم تكن تتوقعه، وترجع السنان سبب هذا الحضور لرغبة الناس في التعرف على هذا الفن الذي يعد الوحيد بين الفنون المتاحة في المنطقة حالياً قياساً للموسيقى وغيرها من الفنون، وأضافت السنان : إن وجود عدد كبير من الفنانات جعل الأهالي يدعمون وجود بناتهم في هذه التظاهرة الفريدة من نوعها، رغبة منهم في إعطاء الفنانات دفعة في هذا الفن، مؤكدة ان الأهالي لهم دور كبير في هذا المجال. الخطوة القادمة وأشارت الفنانة السنان إلى أن الخطوة الثانية للمعرض ستبدأ بعد أقل من شهر حيث سيعرض في فندق الشيراتون، مؤكدة إن الأعمال التي ستنتقل إلى هناك هي فقط الأعمال المميزة والجديرة بأن تكون ضمن لوحات التصفية النهائية. ليس تميزاً!! وفي هذا المضمار أكدت السنان أن الحركة التشكيلية في المنطقة تشهد إقبالاً ورواجاً جيداً، لكن ذلك في نفس الوقت لا يعني تميز الحركة التشكيلية النسائية، وتضيف إنها تخرج سنوياً من مرسمها حوالي خمسين فنانة تشكيلية إلا أنه لا يمكن الجزم بعدد قليل جداً من هؤلاء، وعند سؤالها كم واحدة تظفرين من هؤلاء الخمسين تصمت السنان ولا تجيب في إشارة إلى صعوبة إيجاد فنانة تشكيلية. تنوع كبير.. وللوهلة الأولى عند زيارة المعرض يمكن أن نلاحظ مدى التنوع الهائل في المشاركات، فهناك الكثير منها ربما يمكن القول إنها المشاركة الأولى لتواضعها من ناحية الألوان واختيار الموضوع، ولكن تبقى التجربة لها قيمتها الفنية، ولا يمكن إعطاء حكم أولي على مشاركات في بداية طريقها. من جهة أخرى يعد هذا المعرض مسابقة حكم فيها مجموعة من الفنانين قبل شهر في مرسم أتيليه فن والمحكمون هم الفنان محمد المصلي والفنان عبد العظيم شلي والفنان حسين المحسن، وهؤلاء لهم دورهم البارز في إثراء الحركة التشكيلية في المنطقة ولهم نشاطاتهم المتفرقة سواء معارض شخصية أو جماعية أو دورات. الأعمال الفائزة.. وقد كانت الأعمال التي فازت بالجوائز الأولى كالتالي: @ الجائزة الأولى منتهى نعمة الداود @ الجائزة الثانية إيمان محمد آل صخي @ الجائزة الثالثة زهراء محمد الضامن @ الجائزة الرابعة عواطف جعفر صفوان @ جائزة الواعدات أنوار سالم السيهاتي @ جائزة الرسم بتول علي السيف @ جائزة التشجيع فاطمة حسن أبو قرين أما الجوائز التقديرية فكانت كالتالي: دانا حسن المعبر وصبا ضياء الصايغ وليلى مرزوق نصر الله وفاطمة علوي السادة وزهراء العطل وهبة عبد المحسن الفردان. علماً بأن عدد الفنانات المشاركات 34 فنانة فضلاً عن 57 طفلاً شاركوا بلوحاتهم. وتقول حميدة السنان إن مشاركة الأطفال ضرورية في مثل هذه الفعاليات حيث تعد مواهب واعدة وربما استطعنا تخريج فنانات وفنانين من الآن، فهناك الكثير من اللوحات التي يمكن القول بانها واعدة فعلاً. تنامي الفن التشكيلي ويقول علي الثويمر رئيس القسم الثقافي بنادي السلام بالعوامية والذي شارك في دعم المعرض إن الأمر اللافت هو تواجد متنام لمعارض الفن التشكيلي في مناطق مختلفة إذ يمكن وصفها بأنها أرضية خصبة وفضاء كبير للمشهد الفني التشكيلي المنتج في عصرنا متخذاً من العمل الإبداعي الخلاق توصيفاً للظاهرة الثقافية المتنامية في هذا العصر العولمي على وجه التحديد. ويضيف الثويمر: إن هذا المعرض يعكس التواجد الفني للفنانة التشكيلية التي بدأت تشق طريقها بصعوبة في هذا المضمار، ويجتلي الخطوة الكبيرة التي خطتها في هذا المضمار. ريادة واحتضان واعتبر الثويمر أتيليه فن مكاناً رائداً وسباقاً في احتضان المواهب وأضاف : إن الفنانة حميدة السنان مشرفة الأتيليه تساهم منذ سنوات في تفعيل وتنمية الظاهرة التشكيلية عبر عدة وسائل أولاها الدور الريادي لمرسمها كأول الوسائل المذكورة حيث أبرز أكثر من اسم فني متميز. إيمان والمزيد من الشطحات وبالنسبة للمعرض فإنه يصعب التحدث عن هذا الكم الهائل من اللوحات إلا أنه يمكن الإشارة إلى لوحات إيمان التي ركزت في معرضها السابق الصندوق الأسود الذي جاء كصرخة اجتماعية شديدة الحدة والتي تشي بالمزيد من النقد الاجتماعي لكل ما هو قذر وقميء، كانت ردود الفعل متباينة حول هذه الشطحة إلا أن إيمانها بأفكارها وذهابها البعيد في هذه الشطحات جعلها لا تفكر في الخطوة التالية. كانت لوحتها امتداداً لمجموعة اللوحات التي قدمتها سابقاً ولذلك جاءت متناغمة مع رغبتها في تأكيد هذا التوجه السوداوي. وعلى الرغم من أنها أعطت في هذه المرة مساحة أخرى للأبيض والأحمر إلا أن السواد يبقى هو المسيطر في إشارة إلى كمية من التفاؤل محاطة بحذر شديد لا ترضى الفنانة بالتنازل عنه. ليس جديداً ولكنه تواجد الفنانة زهراء الضامن كان لها تواجد وإن لم تسع للجديد حيث قدمت قديمها الذي ربما ما زال يؤكد على تجربتها السابقة الممزوجة بين الخشب وبعض أدوات التراث والخيش وكذلك الفنانة صبا الصايغ التي تؤكد على وجوهها السابقة، فربما كانت هذه الوجوه تأكيداً على تقلبات الحياة وكثرة الوجوه والأقنعة، فهناك المرأة الحالمة والمرأة الضائعة والمرأة المتيقظة... وإن كان الوجه الذي قدمته الصايغ في هذا المعرض يشير إلى الضياع. الملامح الأصيلة أما منتهى الداوود والتي فازت بالمركز الأول فقد جاء البورتريه الذي قدمته في المعرض موحياً ومعبراً.. إنها المرأة القوية ذات الملامح الأصيلة.. تنظر وكأنها تريد أن تقول شيئاً ما. فضاء لوني.. هناك أيضاً الفنانة عواطف صفوان التي فازت بالمركز الرابع يمكن القول إنها قدمت شيئاً متميزاً.. حاولت كولجة لوحتها مع لون أزرق قادر على رسم فضاء واسع.. يوحي بالتطلع نحو أفق أكثر حرية (لماذا إذاً هذا الفضاء) أوليس تعمداً من الفنانة أن تضع كتلها اللونية في زاويتين وتخصص الزاوية اليمني لكولاجها (قطعة من الخيش). ويبدو هناك ثمة استفسار وتوجس لدى الفنانة حاولت وضعه من خلال شخوصها المختفية في ثنايا لوحتها.. حلم هو أيضاً؟ لا يمكن الجزم بذلك. إشارة أخيرة يمكن الإشارة أيضاً إلى ريهام شعبان ودعاء الضامن وداليا السنان ونداء السادة.. كلها تجارب جديدة وأسماء تعرف للمرة الأولى، إنها براعم تحاول اقتفاء الخطوة الأولى.. محاولات جادة في هذا الطريق، ولا شك إن إعطاء الفرصة لهؤلاء هو أمر ضروري فمن لديه المقدرة على التواصل ومواصلة الدرب هو الذي سيبقى، وما من شك أننا سنرى خطوة أخرى في معارض لاحقة ستشهد بعض الأسماء بروزاً من نوع ما، من يدري؟ ملاحظة: تعذرني بقية الفنانات لعدم الإحاطة. حضور كبير في يوم الافتتاح الجمهور يتابع باهتمام