لم تعد ظاهرة تقليد الشهيرات من النساء تنطبق على المراهقات فقط بل امتدت حتى طالت النساء في مختلف الأعمار وأصبح تقليد النساء للمشاهير ولبعضهن ميزة بعد أن كانت الواحدة منا لا ترضى أن تتعاطى مع أي شئون المرأة قد رأته على امرأة أخرى أما فيما يخص القدوة المقلدة، فحدث ولا حرج عن اختيار المثل الأسوأ دائماً. والغلبة للشهيرات الأكثر جرأة. هيفاء وهبي، أليسا، باسكال. وهلم جرا من فتيات الفضائيات السطحيات حتى الراقصات الرخيصات للبرتقالة والمشمشة لم يسلمن من التقليد. أنا أقلد إذا أنا موجودة.. التقليد ظاهرة لا يستهان بها فتيات يحكين تجاربهن المقلدة فاتن/ كلية الآداب إذا لبست شيئا غير دارج حتى لو كان ذوقه عاليا وغالي السعر فأنا اتضايق جداً كونه لا يتلاءم مع الموضات الدارجة واللاتي تتحدث عنها الصديقات لذلك لا يهمني فيما ألبسه إلا ما هو دارج لبسه بيننا والذي يأتي أساساً من اختيار المطربات والمذيعات الشهيرات له. وهذه طريقة صحيحة كوني أشعر بأن شلتنا هي الأكثر أناقة في الكلية. مشاعل الصبي إذا لم ألبس ما هو دارج فمعناه أنني لا أفهم الموضة ولا أتابعها.. بل أبحث أيضاً عن الصرعات أو النوعيات القوية في محاكاتها للموضة الدارجة. فكم من مرة أكون أنا الأولى في لبس ما هو جديد من موضة خاصة الإكسسوارات وعموماً الموضة الدارجة حالياً توفر على أهالينا الكثير من المال فمجرد لبس الجينز مع توب صارخ الألوان أو مشكوك يكفي للذهاب به لحفلة أو زيارة عادية وذلك أفضل وأوفر من أن نشتري فستانا للحفلة وفستانا بسيطا للزيارات العادية. ملابسنا اليوم يمكن لبسها في أي مكان. خولة القصيبي- ثانوية: في المدرسة نحن مقيدات كون الزي المدرسي يحكمنا لذلك نحاول إظهار فهمنا لما هو دارج في قصات الشعر والأحذية والإكسسوارات على قدر الإمكان وأنا معروفة منذ سنوات بأني أكثر واحدة تغير في قصات شعرها فكلما رأيت قصة تعجبني قلدتها وأخيراً سرحت شعري قصير جداً بعد أن رأيت الممثلة الأمريكية وينونا رايدر وسعيدة جداً عندما أرى بعض الصديقات لا يعرفون الممثلة نفسها عندما أخبرهم بأن شعري مثلها. مها الخرجي: طبعاً المطربات هم أفضل من نتابع معهن الموضة فهن على صلة مستمرة بخبراء الأناقة لذلك من الطبيعي أن تكون أناقتهن قدوة لنا حتى طريقة المكياج. وبالفعل عندما نقلد الواحدة منهن نرى أنفسنا نشبههن ومع تقليدهن بالحركات لا يكون هناك فرق. والسؤال من تريدوننا أن نقلد أمهاتنا؟ فلكل سن موضة تحكمها. فتيات لا يعشن الواقع ويرفضن التقليد إيمان الرشودي: أنا أرى أن التقليد دارج بالفعل بين الفتيات ولكن للأسف لم أر حتى الآن واحدة من هؤلاء المقلدات يمكن الحكم عليها بأنها عالية الذوق أو تفهم في الأناقة معظمهن يظهرن ركيكات جداً والأناقة لا يمكن أن تأتي من شخص واحد حتى أقلده ومن قال لهن أن كل المطربات يفهمن في الأناقة.. فمعظم هؤلاء الشهيرات الفضائيات لا يفهمن كلياً في الأناقة ويظهرهن أيضاً بمثل ركاكتهن أنا ألبس ما يرضيني وأشعر بالأناقة صادرة من داخلي تتغير وتتماشى مع ما هو موجود بذوقي أنا. أم ترغم ابنتها على تقليد الفضائيات الهام- فتاة جامعية معتدلة الذوق تراعي الأوقات والمناسبات والأماكن في اختيارها ملبسها لذلك تعتمد على أسلوب الابتعاد عن الصرعات في الملابس وتفضل الألوان الهادئة والموديلات البسيطة. ولكن كل ذلك لا يعجب أمها وعن ذلك تقوم الهام: والدتي لا يعجبها ذوقي البسيط في اختيار ملابسي ولطالما حاولت جهدها أن تحثني على لبس الصرعات من الملابس لأماثل من في عمري من الفتيات. وأخيراً لم تجد وسيلة سوى إرغامي على مشاهدة الممثلة شمس الكويتية وحثي على تقليدها بحجة أنها تشبهني بالشكل. وهذا ما يضحكني كثيراً خاصة أنه لا يعجبني أبداً ذوق تلك الفنانة المبالغة في مكياجها ولبس الكثير من الملابس مع بعضها. المدارس والجامعات والتقليد في المدارس والكليات تصرخ ظاهرة التقليد معلنة عن نفسها كونها المجال الأول والأكبر لتفريج تلك الرغبة لدى الكثيرات بالتقليد. وعن ذلك تتحدث المرشدة الاجتماعية- نوره الدخيل عن كيفية تعامل الإدارات مع تلك الظاهرة وتقول: بالفعل تعاني إدارات المدارس الصرعات المختلفة التي توردها الطالبات للمدارس كل عام. وكانت البداية قبل أكثر من ثماني سنوات مع صبغ الشعر ولو لاحظنا التاريخ فهو متزامن مع انتشار الفضائيات اللبنانية. وبالفعل اتخذت الإدارات تدابير للحد من تلك الظاهرة مرة بالمنع ومرة بالتفاهم ومرة بإحراج الطالبات بغسل شعورهن وشدها للخلف حتى لا تعطي الطالبة فرصة لاستعراض تصرفاتها تلك. ومع ذلك أصبح الآن صبغ الشعر أهون الأمور ولم تعد للإدارات حيلة في مقاومة تلك الصرعة خاصة مع ملاحظة عدم اهتمام أهالي الفتيات اللاتي يصبغن شعورهن بذلك الأمر. وفي السنوات الأخيرة أصبحت هناك صرعة مختلفة كل سنة تأتي بها الطالبات ويكون التقليد فيها واضحاً لإحدى الشهيرات وبقدر المستطاع نحاول السيطرة على ما يظهر منها ولكن المشكلة تبقى في عقول هؤلاء الفتيات لماذا يرغبن أساساً في التقليد وتقليد نماذج لا تعد قدوة مثالية لا من الناحية الأخلاقية ولا من الناحية الجمالية المبالغ في تصنعها، وتبقى المشكلة أيضاً في الأهالي وعدم قدرتهم على السيطرة على تعلق أبنائهم بتلك الأفكار والأسوأ من عدم القدرة على السيطرة هو عدم رؤيتهن لذلك التقليد على أنه مسيئ لتكوين شخصية أبنائهن. لذلك واستعداداً لأي صرعات هذا العام عمدنا إلى رصد برنامج محاضرات تلقيها أخصائيات على الطالبات لمحاولة نزع رغبة التقليد لديهن ومحاولة اكتشاف الطالبات لأنفسهن لتكوين شخصيات سليمة لديهن. نتمنى أن تستثمر تلك المحاضرات من أجل مصلحة الطالبات أولاً وأخيراً. أولياء الأمور تضاربت آراء أولياء الأمور حول هذا الموضوع فالبعض يرى أن هناك مبالغة في اعتبار التقليد يؤثر في تكوين شخصية بناتهن. وهناك من يؤكد على معاناتهن حول كيفية إبعاد بناتهن عن الجو المؤثر الداعي لاتباع كل ما هو دارج. السيدة/ ابتسام عبد العزيز- أم: من الطبيعي في عمر المراهقة والشباب المبكر أن يكون معظم تفكير الفتيات منصباً على شكلهن وبالتالي لا أرى ضررا في اتباعهن موضة معينة قد تظهر من مطربة أو من دار أزياء كبيرة. مجرد فترة تمر بها الفتيات ثم يكبرن ويلهين بحياتهن وينسين مطاردتهن تلك الصرعات ولن يؤثر في شخصياتهن بتاتاً. السيدة/ أم وليد: أنا أم وموظفة وأستاء كثيراً من حال الفتيات حالياً ونادراً ما تجد فتاة نموذجية لها من الفكر مثل ما للفتيات قبل عشرين سنة أذكر أننا كلنا كنا في المدارس وعلى اختلاف مستوياتنا الاجتماعية كنا مثقفات ننظر لما حولنا أكثر مما ننظر لأنفسنا نعلم الكثير عن العالم مع ملاحظة عدم توفر الكم الإعلامي المتوافر حالياً ومع ذلك كنا نهتم بأناقتنا ونتابع الموضة ولكن باعتدال وتعقل. أما الآن فأنا مستاءة جداً من ابنتي وزميلاتها كلهن سواء سطحيات لا يرين أبعد مما يلبسنه وإذا ما تحدثت معهن لا تجد إلا الخواء الفكري. أعتقد أننا بحاجة فعلية لصد هذه الظاهرة بكل قوة وإلا ستكون هناك أجيال قادمة تتربى على يد مثل هؤلاء الفتيات ولكم أن تتخيلوا التربية والاهتمام الذي ستجده تلك الأجيال المستقبلية.