حذر خبراء من ان الجراد الصحراوي الذي غزا مناطق بغرب ووسط افريقيا هذا العام سيغزو على الارجح المنطقة من جديد في 2005 ومن انه يتعين على مسؤولي المنطقة ان يكونوا افضل استعدادا لتفادي حدوث تلف بالغ للمحاصيل. وكان اسوأ غزو للجراد في اكثر من عشرة اعوام قد أثر على منطقة تمتد آلاف الكيلومترات من ساحل المحيط الاطلسي الى تشاد مما تسبب في بؤس وشقاء مزارعين يعتمدون على الزراعة في توفير احتياجاتهم. ويتحرك الجراد الذي يتنقل في اسراب قد تضم عشرات الملايين وتغطي مئات الكيلومترات المربعة الى دول بشمال افريقيا مثل الجزائر والمغرب وليبيا بعد شهور في منطقة الساحل شبه الصحراوية بعد ان كاد يجف كل ماهو اخضر في المنطقة. لكن الخبراء يقولون: ان الجراد - والواحدة منه قادرة على تناول ما يعادل وزنها من الطعام اي نحو جرامين يوميا - من المحتمل ان يبدأ دورة تكاثر جديدة مما يعني غزوا أوسع نطاقا والعودة الى الجنوب في منتصف العام القادم. وقال سعيد غاووت وهو خبير جراد في منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة /فاو/ يوجد احتمال كبير اننا سنواجه ... جيلا ثانيا وهو امر مهم وان العدد سيكون اكبر مما لدينا. وقال خبراء: انه يجب تخزين كميات كبيرة من المبيدات الحشرية استعدادا لعودة الجراد ودعوا الى وضع نظام اكثر شمولية للمراقبة والانذار من اي غزو مستقبلي. وحذرت الفاو من انه بالرغم من ان دول شمال افريقيا افضل استعدادا لمواجهة الجراد بالمقارنة مع جاراتها الفقيرة في دول جنوب الصحراء الا ان الجراد قد يشكل خطرا على الزراعة بالشمال قبل ان يتوجه جنوبا. وقال ادوارد تابسوبا ممثل الفاو في السنغال: انها ليست النهاية ... من المحتمل ان يستمر الوضع لعامين. والسنغال واحدة من اكثر البلدان تضررا هذا العام ومعها موريتاينا ومالي والنيجر. واجتمع خبراء في الزراعة الشهر الماضي في السنغال وقالوا: ان غرب افريقيا ربما يخسر ما يصل الى ربع محصوله من الحبوب هذا العام مالم تتم السيطرة على الجراد. ويأمل خبراء ان يستطيعوا تحديد الخسائر خلال اسابيع. ويحذر مسؤولون في الفاو منذ عام مضى من اجتياح اسراب الجراد للمنطقة وتبادلت المنظمة ومقرها روما مع وكالات دولية اخرى ومانحين دوليين وحكومات افريقية اتهامات ببطء التحرك . وقال يوس فان اجلن سفير هولندا في السنغال: من الواضح اننا لم نكسب المعركة امام الجراد هذا العام. واضاف السفير الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي: من المهم ان نكون اكثر استعدادا العام القادم. وقال الاتحاد الاوروبي: انه قدم 50 مليون يورو لمكافحة الجراد في منطقة الساحل والصحراء. الجرادة يمكنها ان تتناول قدر وزنها في اليوم