اتخذت وزارة الزراعة المصرية بالتنسيق مع وزارة شئون البيئة اجراءات مكثفة لاحتمالات قدوم اسراب الجراد الافريقي للبلاد على خلفية غزو الجراد لعدة بلدان افريقية حالياً قريبة من مصر. وبدأت الوزارة في تطوير اجهزة مكافحة الجراد باستخدام احدث التقنيات للمواجهة في حال قدوم اسراب الجراد عن طريق السودان. ومن المحتمل ان تستعد مصر بطائرات هليكوبتر متطورة لرش المحاصيل ومقاومة الجراد في حال ظهور مؤشرات حول تحركه جنوباً نحو مصر وسترابط هذه الطائرة واجهزة اصطياد الجراد في المناطق الحدودية لمقاومته قبل دخول البلاد. ويأتي التحرك المصري نحو اتخاذ اجراءات الحرب الوقائية ضد الجراد على خلفية تحذير مكتب منظمة الاغذية والزراعة (الفاو) بالقاهرة من امكانية تحول اسراب الجراد لعدد من الدول الافريقية ربما تكون اقربها موريتانيا وبلدان اخرى افريقية. وذكرت المنظمة ان العديد من الدول الافريقية لا تملك اموالاً كافية لتمويل حملات السيطرة على المستوى الوطني بشكل كامل وتفادي الخسائر في المحاصيل مشيرة الى افتقار كل الدول المتأثرة بانتشار الجراد للطائرات والمبيدات الحشرية والعربات وادوات الرش وامكانيات المراقبة والمساعدة الفنية. وتواجه المنطقة اخطر ازمة جراد منذ سنوات مع تحرك اسراب من الجراد الصحراوي من شمال غرب افريقيا الى ماليوالنيجر. وحذرت الفاو ايضاً من ان هناك احتمالاً من ان تصل اسراب الجراد الى دارفور بالسودان بعد ان ادى القتال الى حدوث نقص في الغذاء والادوية لمليوني شخص. فيما اشارت السلطات في جمهورية بنين الى انها شكلت فرق ازمة صحية للتدخل في حال اجتياج اسراب الجراد لشمالها حيث يأتي الجراد لشمال البلاد بجبهة النيجر التي تعتبر منطقة حمراء حيث وصلت اسراب الجراد على بعد 400 كم من الحدود قادمة من غانا وهو ما يتطلب وجود فرق صحية مكلفة بابلاغ السكان بضرورة شد المبيدات موضحاً وجود سيارات ذات الدفع الرباعي مستعدة للتدخل في انتظار دعم بالطائرات من فرنسا وبرنامج الاممالمتحدة للتغذية والزراعة. وتجتاح اسراب كبيرة من الجراد قادمة من الساحل مدفوعة بالرياح حالياً موريتانيا وكذلك السنغالوماليوالنيجر حيث تلتهم كل الاعشاب في طريقها. وتثير اسراب الجراد المخاوف من المجاعة اذا اعتبرت الفاو التي تتخذ من روما مقراً لها ان الموقف يتدهور في دول مثل ماليوموريتانيا وقالت: ان مئات الملايين من البشر في الدول النامية سيعانون مجاعة مزمنة بحلول عام 2030 رغم ان سكان العالم سيحصلون بصورة عامة على كميات اكبر من الغذاء. وذكر تقرير الزراعة العالمية: افاق 2015 - 2030 الصادر عن المنظمة ان كمية الغذاء المتوفرة لكل شخص ستزيد بحلول العام 2015 وستتناقص حالات سوء التغذية في معظم بلدان الدول النامية. لكن التقرير اشار الى ان بعض مناطق آسيا الجنوبية ستعاني وضعا غذائيا غير مستقر في غياب عمل مشترك على المستوى العالمي، كما ان الوضع يمكن ان يسوء في القسم الاكبر من دول افريقيا جنوبي الصحراء. اجراءات احترازية لمكافحة الجراد