قال بورنومو يوسجيانتورو رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ان أسعار النفط "ستستمر في الارتفاع حتى نهاية الشهر نظرا لتزايد الطلب". وقال يوسجيانتورو "اعتقد ان اسعار النفط ستواصل الارتفاع حتى نهاية الشهر لان الطلب يتزايد". وسجلت أسعار النفط ارتفاعا جديدا في المبادلات الالكترونية في آسيا، فقاربت مجددا عتبة 54 دولارا في ظل استمرار المخاوف حول تموين السوق مع اقتراب موسم الشتاء. وقالت وكالة الطاقة الدولية ان إمدادات النفط العالمية زادت بمقدار 640 ألف برميل في اليوم في سبتمبر الماضي اذ غطي ارتفاع جديد في إنتاج منظمة أوبك للشهر الثالث علي التوالي على انخفاض الانتاج من خارج المنظمة. وقالت المنظمة في تقريرها الشهري عن سوق النفط ان المعروض من نفط أوبك زاد 710 آلاف برميل في اليوم الشهر الماضي الى 9ر29 مليون برميل يوميا بفضل ارتفاع الانتاج العراقي 540 ألف برميل في اليوم اثر عودة خطوط أنابيب التصدير للعمل في أعقاب سلسلة من الهجمات التخريبية. وقالت الوكالة التي تقدم المشورة لست وعشرين دولة صناعية بشأن سياسات الطاقة : بلغ الانتاج العراقي من الابار في سبتمبر أعلى مستوى منذ الاطاحة بنظام صدام حسين. وانخفض الانتاج من خارج المنظمة 100 ألف برميل فيما يمثل ثالث انخفاض شهري على التوالي ليصل اجمالي الانخفاض منذ شهر يونيو الي 656 ألف برميل في اليوم. وقال التقرير ان ذلك يرجع الى أثر اعمال الصيانة الصيفية في بحر الشمال وكذلك الاعصار ايفان الذي اجتاح الجانب الامريكي في خليج المكسيك. وتسبب الاعصار في وقف انتاج 475 الف برميل يوميا من منطقة الساحل الامريكي على خليج المكسيك في سبتمبر ايلول. وقال التقرير ان من المتوقع ان يستمر توقف الانتاج خلال أكتوبر . وانخفض انتاج كل من كنداوالمكسيك والنرويج. وأضافت الوكالة أنه مع انحسار أثر هذه الاحداث فمن المتوقع ان يحدث ارتفاع حاد في الامدادات من خارج أوبك حتي نهاية العام. وتابعت أنها تتوقع ارتفاع الامدادات من خارج أوبك بواقع 4ر1 مليون برميل في اليوم من سبتمبر ايلول حتي ديسمبر كانون الاول بفضل انتعاش الانتاج الامريكي وانتاج بحر الشمال. كما قالت وكالة الطاقة الدولية ان ارتفاع أسعار النفط بدأ يعمل على ابطاء الاقتصاد العالمي وتشجيع ترشيد استخدام الوقود في الصين. وأضافت الوكالة ومقرها باريس أنها خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط العام المقبل بمقدار 320 ألف برميل يوميا الي 45ر1 مليون برميل يوميا ليصل اجمالي الاستهلاك الى 85ر83 مليون برميل يوميا. وتمثل التوقعات التي وردت في التقرير الشهري للوكالة عن سوق النفط انخفاضا حادا عن حجم النمو المقدر لهذا العام البالغ 71ر2 مليون برميل يوميا وهو أكبر نمو للطلب علي النفط في 24 عاما. وعلى صعيد آخر، جاء في تقرير لمعهد البترول الأمريكي إن الطلب على النفط الخام والمنتجات البترولية في الولاياتالمتحدة ارتفع بنسبة 3% في شهر سبتمبر مقارنة مع الشهر المقابل من العام الماضي، بينما تراجع إنتاج النفط بنسبة 15% ليصل إلى أدنى مستوياته في أكثر من 50 عاما. وأظهر معهد البترول في تقريره الشهري زيادة متوسط تسليمات المنتجات البترولية مع استبعاد الصادرات في أيلول بلغ 20.525 مليون برميل يوميا بمقدار 592 ألف برميل يومياً عما كان عليه قبل عام، مشيراً إلى أن الطلب ارتفع على معظم المنتجات البترولية في أيلول باستثناء زيت التدفئة ووقود الطائرات. حيث زاد الطلب على البنزين بنسبة 1.8% إلى 9.089 مليون برميل يومياً، بينما هبط الطلب على زيت التدفئة بنسبة 2.8% إلى 921 ألف برميل يوميا. وفي اطار ردود الفعل العالمية حول ارتفاع أسعار النفط برزت مواقف لدى مسئولين في الدول الصناعية الكبرى، أعربت عن قلق متفاوت الدرجة بشأن تأثير ارتفاع أسعار النفط على اقتصاديات دولهم، حيث قال وزير الخزانة الاميركي جون سنو ان أسعار النفط التي قفزت الى مستويات قياسية جديدة تؤثر سلبا في النمو، لكنها لم تلحق حتى الآن ضررا بالغا بالاقتصاد. وأضاف: "انها تخفض الأرباح وتلحق ضررا بتدفق الأموال وإذا ظلت على ارتفاعها، فإنها يمكن ان يكون لها آثار سلبية على التوقعات لقطاع الأعمال وتوقعات الإنفاق الرأسمالي". ومضى قائلا: "أسعار النفط عند مستوياتها الحالية لم يترتب عليها حتى الآن اثار واسعة النطاق، لكنها أبطأت الاقتصاد بعض الشيء، وأوجدت رياحا معاكسة". وقال محافظ بنك اليابان المركزي توشيهيكو فوكوي ان اسعار النفط الآخذة في الارتفاع اصبحت مثار قلق اكبر للاقتصاد العالمي. وقال فوكوي "التحركات المستقبلية لأسعار النفط الخام غير مؤكدة، وعلينا ان نراقب عن كثب تأثيرها على الاقتصاد والاسعار". وكان يتحدث، بعد ان ابقى مجلس سياسات البنك المركزي اسعار الفائدة المنخفضة للغاية دون تغيير، بإجماع الاصوات، في ختام اجتماع استمر يومين. وذكر فوكوي ان الاقتصاد العالمي يتباطأ وصولا الى معدل نمو اكثر قابلة للاستمرار وانه يرى ان اقتصاد اليابان ينمو بمعدل يفوق قليلا امكانياته الاساسية. ومن جانبه قال وزير المالية الفرنسية نيكولاس ساركوزي انه لا يري فرصة تذكر حتي الان لحل مشكلة ارتفاع أسعار النفط العالمية. مشيرا باعتقاده الى أن الامر اكثر مدعاة للقلق الان لانه ليس هناك احتمال لحدوث انفراج في المشكلة، معربا عن قلقه من بقاء أسعار النفط مرتفعة علي المدي الطويل ولكنه نصح بعدم التشاؤم لهذا العام. وقال : لا أريد أن اكون متشائما، منطقة اليورو تتمتع بمتوسط نمو يبلغ 9ر1 بالمائة في عام 2004 في حين يبلغ المتوسط لفرنسا 4ر2 بالمائة... وهذا يعني نموا أكثر من الآخرين بنسبة 25 بالمائة. فماذا كنتم ستقولون لو أننا كنا أقل بنسبة 25 بالمائة.