في البداية علينا ان نتعرف على مدلول التفاؤل وماذا تعني تلك العبارة الصغيرة في حجمها الكبيرة في مضمونها فالتفاؤل هو سلوك مفعم بالنظرة الفاحصة الخبيرة المتعمقة الى تقلبات الايام ومجريات الحياة وحوادث الدهر وعلى هذا الاساس يتم توجيه السلوك لتقبل احداث الحياة بما فيها من الام وحوادث شرور ومصائب افراح واتراح بسعة افق ورحابة صدر وايمان قلبي بقدرة الله سبحانه وتعالى على تصريف الامور كما انه ينبغي ان نوطن النفس على ان الحياة تجمع بين المتناقضات فهي تجمع بين الخير والشر الغنى والفقر المرض والعافية ولكن ليعلم الجميع ان الله بحكمته البالغة جعل تلك الشدائد والالام في هذه الدنيا بتراء لا دوام لها وجعل الشدة بين فرجين فرج قبلها وفرج بعدها فالعسر بين يسرين والبلاء بين عافيتين فليس هناك شدة دائمة ولا بلاء دائم لذا فعلينا توطين النفس وتقبل الشدائد والالام على امل انفراجها وعدم دوامها والنظر الى الحياة ومستقبلها بمنظار التفاؤل، بعيدا عن التشاؤم فالتفاؤل يبعث على الاصرار وعدم اليأس والقنوط كما انه يدفع الانسان الى المضي قدما للامام متناسيا آلام الماضي وهزائمه منتظرا انتصار الحاضر والمستقبل وزوال آلام اليوم وانتظار فرحة الغد، ولكننا ومع الاسف الشديد نشاهد الكثير من الناس يصاب باليأس والاحباط والقنوط ويجبن عند مواجهة الشدائد بسبب ضعف الايمان ومصاحبة المتشائمين الذين دائما متبرمون من احوال الحياة ومر تقلباتها حيث انهم ينظرون الى الجانب المظلم وذلك بما تختزنه نفوسهم الشريرة وامالهم المحيطة من يأس وقنوط من رحمة الله واليأس من صفات الكفر والجحود والضلال قال تعالى: (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون) يوسف 87 لذا فعلى كل مبتلى النظر الى الحياة بمزيد من التفاؤل انتظارا لانجلاء هذا الليل البهيم واستقبال غد افضل. @@ حمود دخيل العتيبي الرياض