ظلت قضية الحصول على وظيفة هاجسا مؤرقا لكثير من خريجي الجامعات والمعاهد والكليات, وفي الوقت الذي تعلو فيه اصوات رجال المال والاعمال في مؤتمراتهم وندواتهم بان شركاتهم ومؤسساتهم ومصانعهم مفتوحة امام الكادر الوطني الشاب للانخراط في العمل تبقى الابواب موصدة امام الشباب السعودي في حالة اشبه (بكلام الليل الذي يمحوه النهار) وحتى تجد قضية (الخريجين ورحلة البحث المضني عن وظيفة) الحل الناجع يجب اخراجها من حيز الندوات واللقاءات الباردة الى حيث التنفيذ الملزم بعقوبات مشددة لكل صاحب منشأة يمارس المراوغة من اجل عيون (الوافدين). (اليوم) التقت بعدد من الخريجين الباحثين عن وظيفة دون جدوى.. احلام غير مشروعة بدر القطان خريج كلية التربية جامعة الملك فيصل درس 18 سنة حتى تخرج في الجامعة واثناء سنوات الدراسة كانت تراوده (الاحلام المشروعة) بان يصبح مدرسا, غير ان شهادته الجامعية وتخصصه في التربية لم يمنحها فرصة العمل غير انه يمارس بيع الخضار صباحا ويتحول للعمل داخل مكتب عقار ليلا براتب 600 ريال. دخل وليد في العام الماضي اختبار الكفايات ونجح فيه وحصل على ورقة ترشيح لوظيفة معلم ولكن مفاجأة كانت بانتظاره عندما رفضت الخدمة المدنية تعيينه. وتساءل القطان (بحرقة): الى متى تستمر هذه المعاناة, رغم سنوات الدراسة والتحصيل؟ ويبقى سؤال القطان ضمن مئات الاسئلة بلا اجابة. مزارع جامعي ولعبدالحميد بوليد قصة اخرى يقول فيها: عمري الآن 31 سنة, متزوج واب لطفلة تخرجت في جامعة الملك فيصل كلية الآداب منذ 7 سنوات, ولم يتم تعييني على اي وظيفة حتى اليوم, ولم اترك مؤسسة او شركة الا واودعتها شهاداتي, دون جدوى ولانني متزوج واب لطفلة فلابد من مصدر للرزق, لذلك (طويت شهاداتي ونحيتها جانبا) وانخرطت في احدى المزارع باجر ضعيف لا يفي باحتياجات اسرتي, ولكن ما من سبيل خلاف ذلك. ويمضي بوليد قائلا: اتلقى بعض المساعدات المادية من والدي, في وقت كان ينبغي ان اقدم له ثمرة تخرجي في الجامعة, وسأبقى في انتظار الفرج, حتى يتم تعييني في اي وظيفة تتوافق ودراستي الجامعية, لاصبح فعالا في مجتمعي, بدلا من عمل يمكن لاي فرد ان يقوم به. حطموا آمالنا اما حسين القطان فقد رسم صورة كئيبة لوضعه كخريج عاطل, حيث يقول: تخرجت منذ سنوات في جامعة الملك سعود بالرياض (كلية الآداب), ومنذ تخرجي ظللت ابحث عن وظيفة, ودائما ما يضعون امامنا شروطا تعجيزية ابرزها (الخبرات) فكيف لنا كخريجين ان نمتلك هذه الخبرات, ولقد تأكد لنا تماما ان كثيرا من المؤسسات والشركات تمارس ضدنا سياسة (التطفيش) فاسحة المجال لآخرين, وغالبا هم من غير ابناء هذا الوطن. ويضيف: وصل بي الحال الى انني لم اجد وظيفة على الاطلاق طالما هذا هو الحال الذي نعايشه يوميا. وعبر عن حزنه كون والده يتكفل ب 11 من اخوانه واخواته الصغار وهو الكبير الذي ظلت العائلة (تعول) عليه كثيرا في مساعدتها عقب تخرجه. ضاع عمري ومن المفارقات ان فواز يوسف الموسى (خريج كلية التربية في جامعة الملك فيصل) منذ 4 سنوات وجد وظيفة, غير انه شبه وضعه بالعاطل, عندما روى حكايته بقوله: بعد بحث مضن بين المؤسسات والشركات من اجل الحصول على وظيفة لم اجد غير (وظيفة موظف استقبال) باحدى الشركات بمرتب ضعيف لا يفي باحتياجاتي الشخصية ناهيك عن التزاماتي تجاه اسرتي الكبيرة. ويضيف: حتى مرتبي (الضعيف) يتأخر جدا, مما ادخلني في (ديون) وجعلني عاجزا عن ترتيب اولوياتي. وللاسف سنوات الدراسة اعتبرها ضائعة من عمري, فالوظيفة التي اشغلها الآن ليست في حاجة لتخصصي, او حتى لخريج.. وقد كنا نمنى انفسنا كثيرا باحلام وردية يصعب تحقيق جزء يسير منها طالما بقيت المؤسسات والشركات تمارس سياسة ابعاد الكادر الوطني الشاب عن العمل لديها. 500 ريال اجر خريج وشكا جميل علي الشهابي 29 سنة (خريج كلية الآداب في جامعة الملك سعود بالرياض) من سوء الحال والجلوس دون عمل, مع انه حضر كثير من الاختبارات والمقابلات للحصول على الوظيفة. وقال: من حق اي خريج الحصول على وظيفة يتمكن خلالها من تحقيق آماله وطموحاته العريضة. واضاف: والدي متقاعد وهو في حاجة حقيقية لمساعدته خاصة انه يتكفل باعالة 15 فردا من الاسرة, وهو الوضع الذي اجبرني على العمل في احد المطاعم حيث اقوم بتجهيز الساندويتشات واتقاضى مرتبا شهريا يبلغ 500 ريال فقط. هذا الوضع منذ 3 سنوات. تطاردني الديون وقال سامي احمد العباد (خريج جامعة الملك فيصل - تربية ثم جامعة الامام: )قضيتي اكبر من مجرد الحصول على وظيفة بل تطاردني ديون تبلغ 25 الف ريال, تسلفتها من اجل اكمال دراستي, على ان اردها فور تخرجي, لقناعتي بانه ليس من مشكلة في الحصول على وظيفة, وفي سبيل ذلك اسرعت الخطا في كل الاتجاهات, غير انها جميعا اغلقت بلا رحمة في وجهي وبما انني احمل (دبلوم انجليزي) لذا سعيت لوزارة التربية والتعليم لكي اصبح معلم لغة انجليزية, في ظل نقص المعلمين في المرحلة الابتدائية, ولكن صدمت بقولهم ان الدبلوم الذي احمله غير مصنف لديهم وتساءل: اذا كان هذا الحال فلماذا تم خداعنا منذ البداية حتى درسنا (الدبلوم غير المصنف). واضاف: عرفنا ان هناك لجنة من التعليم توجهت مؤخرا الى الخارج للتعاقد مع 1000 مدرس للغة الانجليزية, في الوقت الذي يبعدون فيه ابناء الوطن. وطالب بان تعمل الجهات المعنية على انصافهم وتوفير الوظائف التي تمكنهم من خدمة وطنهم واعالة اسرهم. آلاف الخريجين يتدفقون إلى سوق العمل سنويا ولا يجدون وظائف