عزيزي رئيس التحرير.. اقرأ للامير الشاعر خالد الفيصل: يوم انا طالب احسب اني وصلت اثرني مادست بالرجل الوطاة ثم تبحر قليلا في تاريخ الدراسة والوظائف في المملكة والمراحل التي مرت بها، ستجد المضحك المبكي، ففي السبعينات الطالب يحلم وعند تخرجه ليس له بد من الوظائف الحكومية في ذلك الوقت كان الخريج يطلب للعمل في الدوائر الحكومية وبطريقة تكاد تكون الزامية. فلسان حاله: (اثرني ما دست بالرجل الوطاة) ومرت الايام وتبدلت الاوضاع, فاصبح هذا البيت في التسعينات جائزا للتعبير عن هموم طالب الثانوي. حيث انه يتخرج ويظن انه سيحقق حلمه ويفاجأ بعدم القبول في الجامعة. اما الطالب الذي تم قبوله فقد يتخرج ولايجد العمل المناسب لطموحه، وقد تكون جل الاعمال المتوافرة غير ملائمة لتخصصه, فما عساه ان يقول في نفسه الا (اثرني ما دست بالرجل الوطاة) وكعادتها الايام لا تقف عند حد من الاحداث العجيبة. وبعد مسيرة قافلة الايام وصلنا الى الالفية الثانية واصبح هذا البيت يدور في خلد الطالب الجامعي بعد تخرجه, حيث انه كان يظن ان شهادته كفيلة بعد الله بتحقيق حلمه بالحصول على وظيفة ولكن يفاجأ بعد التخرج بانه ثقيل على عاتق الشركات وموظفي ديوان الخدمة المدنية. لايوجد هناك وظائف. اما طالب الثانوي فبدا ظاهرا للعيان انه لا يحلم البتة ان لم يقبل في الجامعة فعليه بالدبلوم الموصل الى الافلاس. تجد الاباء والاخوان يدفعون له الاموال الطائلة لتغطية مصاريف دراسته في الدبلوم او الجامعات الخليجية او حتى الخارجية وسيدفعون الكثير للجامعات الاهلية داخل المملكة ليجنوا شابا عاطلا. ولك الان عزيزي ان تتأمل سيرة الايام بعمق وتتخيل المستقبل الذي نضحك على انفسنا بنعته بالمشرق كيف ما تشاء. ماذا بعد؟ هل سيأتي اليوم الذي ربما تطلب فيه المدارس الثانوية نسبة معينة للقبول؟ هل سيأتي اليوم الذي يحلم الطالب بالدراسة لان اباه لا يملك تكاليف دراسته في المدارس الحكومية؟ الزمن كفيل بالاجابة. @@ رائد الجبران جامعة الملك فهد للبترول والمعادن