“جامعي والحظ (ما) جا..معي” جملة يترنم بها كثير من خريجي كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى، وهي جملة لها وقع في نفوس هؤلاء الخريجين الذين يمر بهم قطار الوظائف التعليمية مرور الكرام، فالمدارس الأهلية تتجاهلهم وتغض الطرف عنهم، رغم أنهم مؤهلون علميا وأكاديميا وتربويا. ويؤكد عدد من خريجي الجامعة أن وزارتي الخدمة المدنية والتربية والتعليم تتجاهل تعيينهم، كما أنهم صدموا في الوقت ذاته برفض المدارس الأهلية لهم بحجة عدم الحاجة لتخصصاتهم، محملين وزارة التربية والتعليم والمدارس الأهلية مسؤولية ضياع مستقبلهم الوظيفي، وبقائهم في دائرة البطالة، وأوضحوا أن هذا الواقع كتب عليهم البطالة رغم أنهم يعولون أسرا، ويحتاجون للعمل بعد أن حصلوا على المؤهل الجامعي الذي يمكنهم من التدريس بجميع المراحل التعليمية. تأثير سلبي في المستقبل يقول عبدالعزيز القرشي: “ تخرجت من جامعة أم القرى، تخصص لغة عربية منذ خمسة أعوام، حيث كنت أثناء دراستي الجامعية أرسم أحلامي وأخطط لمستقبلي، وبعد تخرجي من الجامعة وحصولي على وثيقة التخرج قلت في نفسي إنه سيتحقق الحلم بالوظيفة؛ لحصولي على درجة البكالوريوس إلى أن طال هذا الأمل خمس سنوات، وأنا أطارد سراب التعيين، وها أنا اليوم وقد أصاب التمزق وثيقة تخرجي جراء مراجعاتي المستمرة بين وزارة الخدمة المدنية وإدارة التعليم بمكةالمكرمة”. ويشير القرشي إلى أن لديه أسرة يقوم بالإنفاق عليها، وتسبب تجاهل وزارة التربية والتعليم خلال السنوات السابقة في التأثير سلبا في مستقبله ومستقبل عائلته، التي كانت تحلم أن يجد عائلها وظيفة تعينه على الحياة وحاجاتها، ويضيف متسائلا: إذا لم تكن هناك وظائف تعليمية كافية فإلى أين نذهب؟ وما المصير الذي ينتظرنا بعد أن درسنا وتخصصنا؟ وإذا كان هذا التخصص غير مطلوب، فلماذا تركونا نلتحق به مادام سوق العمل ليس في حاجة إلينا؟. أحلام تتبخر ويوضح فهد الوعيلي، خريج من الجامعة أن التجاهل الكبير من وزارة التربية والتعليم اتجه بنا للبحث عن وظائف تعليمية بالمدارس الأهلية إلا أن معظم هذه المدارس رفضتنا بحجة أنه تم التعاقد مع معلمين أجانب، ويضيف: “بعد كل فترة أقوم بتدوين بياناتي على موقعي وزارتي الخدمة المدنية والتربية والتعليم، إلا أن جميع ما تم تدوينه ذهب أدراج الرياح، ومع بداية كل عام دراسي أحمل ملفاتي متوجها للمدارس الأهلية إلا أنها ترفض تخصصنا، وهكذا فإن كل ما تعلمناه ودرسناه في الجامعة يتلاشى شيئا فشيئا لعدم ممارسته عمليا، فسهر الليالي أثناء الدراسة الجامعية ذهب سدى ومع كل عام يمضي تتبخر أحلامنا”. إغلاق الكلية ويردد ماجد العصيمي، أحد خريجي اللغة العربية من جامعة أم القرى جملة “جامعي والحظ (ما) جا معي”، ويقول: “هذه الجملة تنطبق على حالنا كخريجين فلا تصدق مدى فرحتي الكبيرة بتخرجي من جامعة أم القرى بتقدير جيد جدا، حيث حملت وثيقة التخرج من الجامعة، وكلي يقين أنه سيتم تعييني على إحدى الوظائف التعليمية في أقرب وقت”، ويتابع حديثه، بعد أن أخرج زفرة ملؤها الحسرة والندامة: “ولكن للأسف، طرقت الأبواب كلها بداية من وزارتي الخدمة المدنية والتربية والتعليم التي تجاهلتنا، ولم تقم بتعييننا على إحدى الوظائف التعليمية، وختامها بالمدارس الأهلية التي تتجاهل شهاداتنا، وتغض الطرف عنها، متسائلا في الوقت ذاته، إذا لم يكن هناك تعيين لخريجي اللغة العربية فلماذا يتم قبول الطلبة في هذا التخصص، وتمنى أن تغلق الجامعة القبول في كلية اللغة العربية في ظل عدم تعيين خريجيها وقبولهم من وزارة التربية والتعليم والمدارس الأهلية. و ناشد عبدالله عوض وسلطان خلف وعامر المطرفي وعبدالله السبيعي، وزير التربية والتعليم النظر في قضية تعيينهم وتأمين فرص العمل لهم، حيث إن أعدادهم تتزايد عاما بعد الآخر، لافتين إلى أنهم ظلوا لأكثر من ثلاث سنوات وهم ينتظرون هاجس التعيين الذي أرق مضاجعهم وحرمهم لذة الاستقرار.