تمر على الوطن ذكرى مجيدة تتجلى في البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، حيث يتجدد الولاء وترتفع رايات الفرحة بهذه المناسبة العزيزة التي تسنم فيها القيادة فأبلى بلاء حسنا في انفاذ الخطط التنموية الطموحة فوصلت المملكة بجهوده الدؤوبة حفظه الله الى ذروة نهضتها وتقدمها وتطورها، فقد كان ولايزال ملتزما بنهج واضح لمسيرة تحديث هذا الوطن والارتقاء به الى ارفع المراتب والدرجات، يتمحور في منطلقين أساسيين أولهما الأخذ بأسباب كل تقنية من تقنيات التحديث استجابة لكل متغير ومستجد، وثانيهما التمسك بمبادئ العقيدة الاسلامية وتحكيمها في كل شؤون الدولة وامورها من جانب، والعمل على نشر الاسلام وخدمة المسلمين اينما وجدوا من جانب آخر، وبفضل الله ثم بفضل هذه السياسة الرشيدة تمكن خادم الحرمين الشريفين من تهيئة البلاد لانطلاقتها المستقبلية على اسس وقواعد قوية صنعها باهتمامه الملحوظ بالتعليم على اعتباره المنطلق الاساس نحو تحقيق النقلات الحضارية الكبرى التي شهدتها المملكة في هذا العهد، فتكوين المواطن وتعليمه وتأهيله وتدريبه ساهم مساهمة فاعلة في انفاذ الخطط التنموية الخمسية المتلاحقة على سواعد الكوادر الوطنية التي تسنمت اعلى المراتب في قطاعات التنمية على اختلاف اهدافها، واهتمام خادم الحرمين الشريفين بالثروة البشرية لهذا الوطن امر ملفت للنظر وينطلق في مفهومه الواضح من ان تلك الثروة تعد من اغلى واثمن الثروات على الاطلاق على اعتبار انها اهم ركيزة من ركائز النهضة والبناء والتنمية، وحول هذا المفهوم يقول حفظه الله: (ان احساس المواطن السعودي بواجباته الوطنية تنطلق من عقيدته الاسلامية يدفعه لان يطور نفسه، لان الدولة هيأت الظروف المناسبة والملائمة بالنسبة لدراسة جميع حاجات البلاد بمختلف انواعها. لقد وجدت شباب المملكة العربية السعودية يندفع ويقطع المسافة بأقل مدة ممكنة حتى يصل الى المستويات العالية، وحتى يستطيع ان يدير شؤونه بنفسه بطبيعة الحال).. وهكذا اعتمدت الدولة في خطواتها التنموية على شباب هذه الامة الناهض، فهم يقعون في اعلى سلم اهتمامات وأولويات خادم الحرمين الشريفين، ومن جانب آخر فان البلاد وصلت بفضل الله ثم بفضل سياسته الحكيمة الى ما وصلت اليه اليوم من مراحل متقدمة قطعت فيها الدولة اشواطا بعيدة في مضامير التنمية بانشاء سلسلة المشروعات النهضوية الكبرى في مختلف مجالات وميادين التقدم، واهتم ومازال يهتم حفظه الله باستثمار خيرات هذا الوطن من اجل رفعته ورفاهية مواطنيه، فجاءت مشروعات الدولة لتترجم بوضوح سياسة خادم الحرمين الشريفين من اجل خدمة الوطن والمواطنين وهو القائل: (لقد كنت دوما اعتقد ان الثروة الوطنية سواء من باطن الارض او على ظاهرها لابد ان تسخر لخدمة الوطن والمواطنين).