شهدت المملكة في عهدها الميمون الحاضر نهضة شاملة بلغت الذروة في كل مجالات وميادين التقدم والرقي والازدهار, وأخذت في الشروع منذ زمن في انتهاج خطط تنموية خمسية قفزت بهذا الوطن الى مسافات بعيدة من التطوير والتحديث وضعتها في مكانها اللائق والمناسب بين الشعوب المتقدمة في فترة قياسية ومدهشة من عمر تقدم الأمم ورقيها, والفضل في ذلك بعد فضل رب العزة والجلال يعود الى حكمة خادم الحرمين الشريفين وحنكته وبعد نظره واستشرافه مستقبل هذه الأمة الواعد, فقد رأى منذ فترة طويلة وبتلمسه الوثبات النهضوية في البلدان المتقدمة ان العلم هو السبيل الوحيد لكل تقدم ورقي فجاء اهتمامه الملحوظ بقطاع التعليم, ووصف حفظه الله منذ ذلك الحين بانه (رجل التعليم الأول) في المملكة, وكانت رؤيته ثاقبة لمجريات ما حدث فيما بعد في المملكة من تنمية شاملة, حيث ارتكزت تلك التنمية وما زالت على سواعد شباب هذه الأمة المتخرجين في كل عام من جامعات المملكة, فتزامنت خطط التنمية مع ما وصل اليه قطاع التعليم من مستويات راقية فجاءت هذه الوثبات الحضارية النهضوية على أسس ومرتكزات سليمة لتؤكد صحة نظرته وسلامتها في رسم علامات التقدم بخطوط عريضة يفخر بها كل مواطن كما يجب أن ترسم, ومن ثم حصدت الدولة ثمار نهضتها في مسارات عديدة تجلت في سلسلة متصلة من المشروعات العملاقة لم تنحصر في إنشاء المدن الصناعية الكبرى فحسب, بل تجلت في المشروعات الخدماتية اللصيقة بانجاز ما يهم المواطنين ويرعى مصالحهم. فالإنسان السعودي وفقا لمفهوم القيادة الرشيدة هو أثمن ثروات هذا الوطن على الاطلاق وهو أهم ركيزة من ركائز نهضته وتقدمه، فذكرى البيعة تعيد ذاكرة المواطنين الى ذلك اليوم الذي تسلم فيه قائد هذه الأمة مقاليد الحكم في البلاد ليرسم بعبقريته الفذة حفظه الله نهضة شعب تناغم مع كل متغير ومتطور وحافظ في الوقت نفسه على ثقافته العريقة المستمدة من أصول ومبادىء عقيدته الربانية السمحة.