ذكر تقرير صحفي امس الاحد أن أبرز خبراء الاسلحة النووية في إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش شككوا بقوة في دليل رئيسي ساقته واشنطن عام 2002 لاقناع العالم بأن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين كان يسعى لامتلاك أسلحة نووية. وقالت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية نقلا عن أربعة مسئولين في وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) ومسئولين كبيرين في إدارة بوش- طلبوا عدم ذكر أسمائهم- إن خبراء وزارة الطاقة استبعدوا أن تكون أنابيب الالمونيوم التي اكتشفت في العراق مخصصة للاستخدام في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم ورجحوا أنها كانت ستستخدم في صنع صواريخ صغيرة للمدفعية. وأضافت الصحيفة ان البيت الابيض تجاهل رأي الخبراء وروج لفكرة أن الانابيب كانت معدة للاستخدام في أجهزة الطرد المركزي مشيرة إلى أن مسئولين كبارا في إدارة بوش ألقوا سلسلة من الخطب والتصريحات ادعوا فيها أن صدام حسين يسعى لبناء أسلحة نووية. ونقلت نيويورك تايمز قول نائب الرئيس ديك تشيني في تصريحات أدلى بها في سبتمبر عام 2002 إن واشنطن لديها الان "الدليل القاطع" على برنامج العراق النووي وهو الالاف من أنابيب الالمونيوم والتي تم الاستيلاء على بعضها بناء على أمر الولاياتالمتحدة. وأضافت ان المسئولين الامريكيين تمسكوا بفكرة أن هذه الانابيب كانت في طريقها للاستخدام في أجهزة الطرد المركزي باعتبارها الدليل المادي الوحيد على أن صدام لديه برنامج للتسلح النووي ثم اتضح انها ليست كذلك وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة بوش لم تكتف بذلك بل أنها تعمدت تجاهل آراء كبار الخبراء النوويين وسعت لعدم نشرها وعملت على المبالغة أحيانا في بعض التقديرات الاستخبارية "المنذرة بكارثة" بشأن الانابيب لكنها رفضت الشكوك القوية للخبراء النوويين حيال الموضوع. وأشار التقرير الوارد في موقع الصحيفة على الانترنت إلى أنه بعد مرور 18 شهرا على الحرب في العراق لم يتوصل المحققون إلى أي دليل بشأن وجود أجهزة طرد مركزي مخبأة في العراق أو على برنامج للتسلح النووي. وأضافت نيويورك تايمز أن عدم العثور على أسلحة غير تقليدية في العراق يعد الان دليلا على الفشل الذريع لاجهزة المخابرات الامريكية التي اعتمدت على "افتراضات زائفة" و "مصادر بشرية غير موثوق بها". لكن الصحيفة لم تشر الى القناعة الشائعة بان الصقور في ادارة بوش كانوا ينفذون خطة مدروسة تقوم على ايجاد مبرر لغزو العراق ضمن استراتيجية واسعة تعد لمنطقة الشرق الاوسط