عزيزي رئيس التحرير نعيش هذه الايام انطلاقة بدء العام الدراسي على مستوى البلاد واستعدت وزارة التربية والتعليم كعادتها لكل ما يتطلبه العام الدراسي من لوازم تعليمية وما شابه ذلك.. واخذ كل مرب فاضل موقعه في بيئة التعليم.. وتدل كلمة التعليم على طريقة واسلوب نقل المعرفة من شخص يتمتع باقتنائها الى آخر في حاجة اليها.. وهي عملية تتطلب انسجاما وتكاملا بين اربعة عناصر اساسية هي: المعلم, المنهج, الطالب, البيئة المحيطة الاجتماعية والفيزيقية. ان ثقافة المعلم الأدبية ليست ترفا ولكنها ضرورة تربوية وتعليمية تمكنه من التربع بثقة واطمئنان على عرش مهنته الجليلة.. ويجب ان يهتم المعلم بثقافته الادبية وان لا تتحول العملية التربوية لديه الى مجرد عمل تحكمه الرقابة وتقيده جد اول الحصص وتحيطه ضآلة الثقافة الأدبية بسياج من الملل التذمر والشكوى مما ينعكس على مستوى الأداء وينعكس اكثر على شخصية المعلم.. ان المعلم جاء ليؤدي دوره ووظيفته التي لم تعد تقتصر على تعليم الناشئة علوما ومعارف لا تتعدى محيط الكتب الدراسية ولا يسمح معها بأية اضافات خارج المنهج لماذا؟ لان الحوار مع الآخر والاختلاف في رأي او فكره يعد امرا لا مبرر له.. والمعلم الناجح هو الذي يحقق جوا من التواصل الفعال بينه وبين الطالب بحيث يثير فيه روح التساؤل والتفكير ويجب ان يكون المعلم متزنا في ردود افعاله وفي اجاباته لاسئلة الطلاب بعيدا عن التهور والعصبية والسخرية او غير ذلك من الانفعالات غير الناضجة فالمدرس الناجح هو حصيلة اشياء كثيرة على عدة مستويات.. منها ما يكتسبه خلال مراحل التعلم والاعداد لمهنة التدريس ومنها ما يكتسبه من خبرات خلال الممارسة العملية للتدريس.. فالتعليم بأدواته المختلفة يحتل الموقع الاساسي في اي مجتمع متقدم لانه هو المؤسسة الشاملة التي تساهم مساهمة فعالة في صناعة المستقبل ولابد ان يتمتع المعلم بقدر معقول من الذكاء يستطيع نقل المعرفة الى الآخرين - تحليل المفاهيم - ضرب الامثلة واثارة روح البحث في التلاميذ مما يدفعهم الى التأمل والتحليل ويساعدهم في الوصول الى تفسيرات او نظريات جديدة وهذا يدفعنا الى التأكيد على ضرورة حضور القيم الثقافية في العملية التعليمية حتى يتحقق النمو العلمي للانسان بشكل متناغم وتلك القيم الثقافية ولعل المسألة هي التي جعلت.. (رو في ما هو) يعرف التنمية بأنها العلم حين يصبح ثقافة.. وتكتسب الثقافة الادبية عن طريق: القراءة الحرة, متابعة الفعاليات الأدبية والثقافية, المشاركة في المنتديات الأدبية, الاقدام على مغامرة اكتشاف خبايا وخفايا الأدب الى ان يحين وقت خوض غمار تجربة الكتابة ان توفرت الامكانيات والادوات.. يقول ايلي بريغوجين: ان قضايا ثقافية يمكن ان تؤثر على تطور النظريات العلمية.. وما يجب على المعلم عمله خلال تعامله مع طلابه في الفصل الدراسي هو: * ضرورة اعطاء كمية معقولة من الواجبات المنزلية. * عدم ترك (المشاغبين)| في الفصل لكي تتاح الفرصة للآخرين للاستفادة من وقت الحصة. * التعامل مع الطلبة باعتبارهم شبانا ناضحين. * مساعدة جميع الطلبة في الاجزاء الصعبة من الدرس حتى ولو ان نسبة منهم قد هضمته بصورة جيدة. * منح الطلبة مزيدا من الثقة وتحمل المسؤولية. @@ حسين علي الحمد