الاحتفال بذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية مناسبة مهمة في تاريخ الامة الاسلامية والعربية بشكل عام والشعب السعودي بشكل خاص فقد هيأ الله سبحانه وتعالى للامة قيام دولة عظيمة اخذت على عاتقها رعاية مصالح المسلمين والامة العربية ومواطنيها في كل مكان منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي امضى اكثر من اثنين وثلاثين عاما يجاهد ويسعى لتوحيد المملكة العربية السعودية للم الشمل وتوحيد الارض وبناء الانسان, لقد كان الملك عبدالعزيز رجل حرب وسلم, رجل فكر ودولة.. زعيما وابا رحيما بجميع افراد شعبه, مخلصا لقضايا امته العربية والاسلامية.. مما اجبر العديد من المؤرخين والباحثين على ان يصنفوا الملك المؤسس يرحمه الله ضمن اهم شخصيات القرن العشرين. لقد كان توحيد المملكة العربية السعودية تجسيدا لاهداف سامية اعتمدها الملك عبدالعزيز يرحمه الله ارتكزت على الشريعة الاسلامية نهجا وعقيدة وعلى توفير وسائل العيش الرغد والامن لكل فرد في جميع ارجاء الوطن. ولقد نهل من معينه ابناؤه الكرام الذين حملوا من بعده الراية واكملوا الرسالة في بناء الوطن وتحقيق النهضة الشاملة للمملكة في مختلف الميادين, وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز كان احد ابنائه البررة الذين سعوا بكل اخلاص وجد لخدمة بلادهم فمنذ نشأته الاولى كان يحفظه الله ضمن رجال الحكم الذين رسخوا كيان هذا الوطن ووضعوا الخطط الطموحة لرقي المملكة في جميع المجالات, وكان ذلك يتطلب بناء اجيال قادرة على تحمل المسئولية والمشاركة الفعالة في وضع البنية الاساسية للمملكة لينعم مواطنوها والمقيمون على ارضها بمختلف الخدمات التعليمية والصحية والامنية والرياضية.. الخ, وله ايده الله اليد الطولى في بناء هذه النهضة الشاملة منذ كان وزيرا للمعارف ووزيرا للداخلية ورئاسته العديد من المجالس والهيئات المسئولة عن قطاعات مختلفة في المملكة الى ان تولى الحكم في 21/8/1402ه وهو حريص على استمرارية تنفيذ خطط التنمية وتصحيح مسار الاقتصاد الوطني لتنويع مصادر الدخل وبناء الانسان السعودي بما يتناسب ومتطلبات الحياة الحديثة والتعامل معها والاستفادة منها لتحقيق النهضة الشاملة بسواعد ابناء الوطن, كما اهتمت حكومته ايده الله اهتماما بالغا بتطوير الحرمين الشريفين وما توسعته يحفظه الله للحرمين الشريفين التي كان يشرف عليها شخصيا الا اكبر شاهد للتاريخ وللاجيال القادمة على ذلك الاهتمام وتلك الجهود, اضافة للجهود الجبارة التي تقوم بها المملكة لخدمة قضايا الامة الاسلامية والعربية والدفاع عنها في جميع المجالات. كما بذل صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني دورا هاما في الوقوف عضدا وسندا امينا ومساهما فاعلا لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - وكذلك صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي ساهم وبشكل فاعل في بناء القوات المسلحة السعودية لتضاهي برجالها وعتادها احدث المؤسسات العسكرية في العالم. ان رحلة بناء المملكة العربية السعودية قامت على تضحيات رجال افذاذ بذلوا كل ما يملكون في سبيل نهضة ونشأة هذا الكيان ومازالت يقودها رجال مخلصون لتراب هذه البلاد الطاهرة رجال وضعوا نصب اعينهم اقامة شريعة الله وبناء وطن ابي يزخر بالمنجزات ويساهم في دعم التضامن العربي والاسلامي وتنطلق خيراته واخلاقه وقيمه الى جميع الارجاء مشعة بنور الاسلام وروح الاخاء والمحبة للبشرية جمعاء. ان اليوم الوطني بكل ما يحمله من معان عظيمة يحملنا كمواطنين مسؤولية الحفاظ على تلك المنجزات وعلى نشر مبادئنا وثقافتنا العربية الاصيلة لنقف صفا واحدا ضد من شوهوا تاريخ هذه البلاد ليخيفوا الآمنين محاولين زعزعة الامن وتدمير منجزات الوطن لذلك يجب ان نتحد جميعا ضد هؤلاء وضد فكرهم المنحل لنحافظ على بلادنا ومنجزاتها وعلى وحدتنا وتلاحمنا تحت ظل قيادتنا الحكيمة ورجالها الكرام. *مدير عام معهد الادارة العامة بالمنطقة الشرقية