تشهد الساحة المحلية خلال الشهور القليلة القادمة تطورات كبيرة في المجال الإداري بعد تحديد شهر ديسمبر القادم موعدا لبدء أول انتخابات للمجالس البلدية ، في خطوة متقدمة تجاه توسيع مشاركة المواطنين في إدارة شؤونهم المحلية . عليه تبرز الحاجة إلى طرح ومناقشة موضوع الأدوار الإدارية والدور المأمول له وسبل تفعليها وآليات تعزيز مشاركة المواطنين من رجال ونساء في الإدارة المحلية . وحرصا على مواكبة مستجدات الواقع المحلي ، ودعم توجهات التنمية الإدارية في بلادنا الحبيبة ، وسعيا لتنمية الوعي الإداري تقوم الجمعية السعودية للإدارة بتنظيم لقاء علمي حول هذا الموضوع يلقي الضوء على الدور الإداري وأهميته في تعزيز مشاركة المواطنين في الإدارة المحلية . (اليوم) التقت برئيس مجلس إدارة الجمعية ومستشار الغرفة التجارية للتدريب والمعلومات الدكتور عبد الله الشدادي وخرجت بهذا الحوار : @@ بداية نود منكم التعرف على الجمعية السعودية للإدارة ، وأهدافها ؟ الجمعية السعودية للإدارة هي جمعية علمية تهدف إلى تنمية وتطوير الفكر الإداري وتحسين البيئة الإدارية للمجتمع السعودي في القطاعين العام والخاص ، وتهدف الجمعية بشكل رئيسي إلى تطوير الكفاءة الإدارية التي تعزيز المنشآت وترفع وتساعد على دوران عجلة الاقتصاد. والجمعية السعودية للإدارة هي جمعية علمية تعمل تحت مظلة جامعة الملك سعود وفقا لنظام الجمعيات العلمية التي تشرف عليها وزارة التعليم العالي . @@ أين تقع الجمعية السعودية للإدارة ؟ الجمعية مقرها الرئيسي مدينة الرياض ولها عدة فروع في محافظة جده ، المنطقة الشرقية ، المدينةالمنورة ، حائل ، منطقة القصيم ، وهناك توجه لإنشاء فرع آخر في مدينة أبها . @@ ما دور الجمعية ؟ الجمعية انطلاقا من الدور الملقى على عاتقها هو تنمية وتطوير الفكر الإداري والفلسفة الإدارية والأسلوب والبيئة الإدارية في المملكة العربية السعودية وتكاتفا مع المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص التي تعنى بالإدارة ك (كليات الإدارة ، ومعهد الإدارة العامة) بالنسبة للقطاع العام ، والغرف التجارية بالنسبة للقطاع الخاص . @@ ما أبرز الأعمال والأنشطة التي قدمتها الجمعية للمجتمع؟ لا شك أن الجمعية تسعى وبشكل مستمر إلى تنظيم المؤتمرات والندوات واللقاءات وورش عمل علمية ، وتنظم أيضا دورات تدريبية تساهم وتساعد في تحسين وتطوير الفكر الإداري والفلسفة الإدارية ، بالإضافة إلى ذلك الجمعية تصدر مجلة بالفكر الإداري وتسعى إلى تثقيف وتنمية الوعي الإداري في المملكة العربية السعودية للرجال والنساء ، للاكاديمين والممارسين والمهتمين بالإدارة . كما تجري الجمعية دراسات وتعد نشرات تساعد في تنمية الفكر الإداري المتميز ، وتقوم أيضا بتوزيع هذه النشرات والمجلات ودعوة المهتمين لمحاضراتها ولقاءاتها في كل مناطق المملكة . @@ الجمعية بحكم توجهاتها واهتماماتها الإدارية ، كيف تقيم حدث الانتخابات البلدية في المملكة ؟ نعم ، الجمعية بحكم توجهاتها واهتماماتها في مجال الإدارة والفكر الإداري والممارسة والبيئة والفلسفة الإدارية والحدث الذي سيتم قريبا في المملكة العربية السعودية وهو الانتخابات لأعضاء مجالس البلديات في مناطق المملكة هو لاشك نوع من المشاركة في اتخاذ القرار ، وبالتالي تسعى إلى أن يكون هذا القرار جماعي يشترك فيه أعضاء المنطقة الفاعلين والمهتمين والمساهمين في تنمية بلادهم ، كما سيكون هناك نسبة من الشفافية وتميز في رقابة الخدمات العامة المقدمة من الدولة في كل منطقة. وبالتالي كلما كان هناك عدد أكبر يساهم ويشارك في اتخاذ القرار كلما ارتفع مستوى وجودة القرار وكفاءته وتحسنت الشفافية ونحن نجزم تماما على نجاح القرار إذا وظف بالشكل المطلوب . @@ وزارة البلدية والقروية تسير ببطء شديد في العملية الإدارية للانتخابات البلدية .. لماذا ؟ نحن كإدارة لا نعتقد ذلك ، لأن الوزارة وفقا لما نراه ونقرأه في وسائل الإعلام تسير بشكل متميز وخطوات واضحة ومرسومة لتفعيل هذا القرار وإنجاحه بالصورة المأمولة . وهذا في الحقيقة مطلب أساسي في كل دولة ، أما القفز السريع إلى ما وصلت إليه الدول المتقدمة ، أعتقد أن ذلك خطأ وربما تكون السلبيات أكثر من الايجابيات . وأرى أن التطور في العملية الإدارية بالمملكة العربية السعودية يجب أن يمر بمراحل معينة حتى نستفيد من التجربة . @@ لماذا نحن بدأنا من حيث انتهى الآخرون أعني انتخابات مجالس البلديات جاءت في وقت متأخر وغيرها من الانتخابات .. وما الأخطاء التي ستواجهها الانتخابات على ذلك ؟ طبعا هذا سؤال جميل ، لكن أول شيء الانتخابات بالنسبة للمملكة موجودة منذ زمن ومطبقة في الغرف التجارية وفي الجمعيات العلمية وهيئة الصحفيين وهذه تجارب موجودة ويمكن الاستفادة منها مستقلا . أما بالنسبة لتجربة انتخابات مجالس البلديات فهي تعتبر تجربة واسعة وكبيرة نتوقع أن يحصل بها الكثير من الأخطاء الإجرائية لأنها تجربة ما زالت في بداياتها ، وعلى أي حال نحن كمتخصصين ومهتمين في الإدارة نرى أنه من السهولة جدا التغلب على كافة المشاكل والأخطاء الوارد وقوعها في العملية الانتخابية ، ونحن هنا نعمل لتحسين وتطوير هذه التجربة في المستقبل . أما بالنسبة لعملية التصويت فأنا أرى أن هذه هي المسألة التي تحتاج منا تسليط الضوء عليها بشكل أكبر لأن المرشحين ليسوا سواء في الإصلاح وبالتالي فإنه من الضروري جدا أن تكون عملية التصويت للشخص الذي يتوقع منه المشاركة الفاعلة في طرح الرأي ، واتخاذ القرار حتى يمثل هذه المنطقة بأسلوب حضاري وموضوعي مبني على أسس علمية موضوعية @@ هل للجمعية دور في الإشراف على الانتخابات البلدية ؟ الحقيقة أن عملية الانتخابات التي ستتم في أنحاء مناطق المملكة ستشرف عليها وزارة الشئون البلدية والقروية وسمو الأمير متعب بن عبد العزيز أصدر عددا من القرارات التي تساعد على عملية تنظيم سير الانتخابات بالمملكة ، وأيضا شكلت لجان للإشراف على كافة الاتنخابات في المملكة . أما بالنسبة للجمعية فليس لها علاقة مباشرة بالانتخابات ، لكن الذي أود الاشارة إليه هو أن بعض أعضاء الجمعية ينتسبون للوزارة وعلى صلة بلجان الانتخابات . @@ هل لنا أن نعرف طبيعة العلاقة التي تربط بين الجمعية بالانتخابات ؟ نحن كجمعية علمية نحاول أن ننظم لقاءات لمواكبة الاتنخابات البلدية وتوعية المجتمع بمفهوم الانتخابات وطريقة المشاركة في كيفية اتخاذ القرار ، وأول لقاء سيتم عقده سيكون اليوم 25 سبتمبر في منطقة الرياض واللقاء الثاني سيكون في 28 سبتمبر في المنطقة الشرقية والثالث في 2 أكتوبر بجدة واللقاء الرابع في 5 اكتوبر بمنطقة القصيم ، ونسعى الآن لتحديد مواعيد أخرى لزيارة المدينةالمنورة ومنطقة حائل . وسنركز في لقاءاتنا على الجوانب العلمية التي تصب في تطوير مفهوم الفكر الإداري ، وسيشارك في هذه اللقاءات عدد من المفكرين والممارسين المتميزين إداريا وعدد من أعضاء مجلس الشورى وعدد من أساتذة الجامعات وعدد من سيدات المجتمع المتميزات بالفكر الإداري وبالتالي ستتاح فرصة كبيرة لتثقيف المجتمع علميا وإداريا لهذا الموضوع وإعطاء فرصة للنقاش العلمي الإداري الذي سيساعد على نجاح هذه التجربة . @@ هل تعتقد أن الانتخابات ستنجح في خطواتها الأولية ؟ أعتقد أن هناك عدة تجارب للانتخابات في الغرف التجارية والجمعيات العلمية وفي مؤسسات ومنظمات أخرى ، كما أن الانتخابات تسير على قدم وساق في وزارة الشئون البلدية والقروية التي تشرف على هذا الموضوع واللجان التي شكلت ، وبالتالي أعتقد أن هذه الخطوة ستكون تجربة إن شاء الله متميزة لتحقق الأهداف التي من أجلها أجريت . @@ هل ستدخل الجمعية في العملية الإجرائية لانتخابات مجالس البلديات؟ الجمعية سوف تركز على الجوانب العلمية الفكرية في موضوع الإدارة واتخاذ القرارات ، لكن لن تدخل في العملية الإجرائية . @@ كيف يمكن نقل الصورة الفكرية عن الانتخابات لأفراد المجتمع ؟ هذا يعود بالدرجة الأولى لدور وسائل الإعلام في نقل الصورة الحقيقة عن الانتخابات وذلك من خلال المؤتمرات والندوات التي ستعقدها جمعية الإدارة طيلة فترة الانتخابات . @@ ما المعايير المناسبة للترشيح ؟ بالنسبة للترشيح وفقا للائحة الانتخابات أتصور أن جميع فئات المجتمع لها الحق في ترشيح نفسها لكن عملية التصويت فأنا أعتقد في رأي الشخصي أنه يجب أن يتقدم للترشيح من هو مؤهل لذلك ومن لدية القدرة الكافية في تقديم الدعم المادي والمعنوي لأن الانتخابات في النهاية الهدف منها هو خدمة هذا البلد ، وبالتالي يجب ألا تكون عملية الانتخابات عملية وجاهة ... ونحن كجمعية متخصصة في الإدارة نرى كما ذكرت سابقا أن يكون التصويت للمواطن الذي نعتقد أنه سوف يساهم في مجالس البلديات ويقدم خدمات متميزة لبلده . @@ هل ترى الجمعية أن تعيين عدد وانتخاب عدد في مجالس البلديات أمر مجد بالنسبة للرأي العام ؟ لا شك أن تعيين عدد وانتخاب عدد هو الطريق الصحيح حتى نضمن أن يكون هناك تشكيل منوع من حيث الثقافة والفكر والخبرة والممارسة وبالتالي ترفع من كفاءة المجلس وعلى سبيل المثال : إن كان المنتخبون من ذوي الكفاءات فإنهم سيرفعون من كفاءة المجلس وإن كان المنتخبون من أهل المال فإن المجالس ستعزز بكفاءات هذا الجانب ولا شك أن عملية وجود نسبة منتخبة ونسبة معينة تصب في صالح مجالس البلديات في هذه المرحلة . @@ ما الدور المنتظر من المواطن المنتخب لمجالس البلديات ؟ المواطن المنتخب لعضوية المجالس أعتقد أن المطلوب منه الشيء الكبير فمطلوب منه أن يشارك بفاعلية على أن يكون على قدر من المسئولية وأن يتلمس احتياجات المجتمع واحتياجات المنطقة من جميع الجوانب علمية تعليمية ثقافية أمنية اجتماعية رياضية صحية وبالتالي تكون مسئولية المنتخب مسئولية كبيرة ، لذا يجب أن يكون المنتخب قادرا على العطاء قادرا على تلمس احتياجات المنطقة والتفاعل معها والتنفيذ الصحيح وإيصال الرسالة بشكل جيد والدفاع عن هذه الأشياء وإلا أصبحت المجالس لا تؤدي دورها المتوقع والمأمول منها في المجتمع والدولة . @@ هل تعني مجالس البلديات أن الدولة قاصرة على تفهم احتياجات البلد والمواطنين ؟ طبعا لا ... لأن تشكيل مجالس البلديات يأتي لتعزيز كفاءة اتخاذ القرار من خلال المشاركة الجماعية بحيث يكون هناك من يمثل هذه المنطقة لطرح الاحتياج ، كما هو في الغرف التجارية . فالغرف التجارية تمثل القطاع الخاص وكذلك المجالس المحلية تمثل المنطقة نفسها واحتياجاتها وبالتالي ترفع المصداقية وتوصل المعلومة أسرع . @@ ما رأي الإدارة في ربط الأعضاء المرشحين لمجالس البلديات بفترة زمنية للتجديد ؟ لا شك أن أي مجلس انتخابي من الطبيعي جدا أن تكون له فترة زمنية محددة حتى يتمكن الجميع من المشاركة في عضوية المجالس .