ان من نعم الله عز وجل على ابناء هذه البلاد ان جعل امانة قيادة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز يرحمه الله في اياد امينة مخلصة لربها متسلحة بالايمان حاملة هموم ومصالح شعبها وامتها في سياستها الداخلية والخارجية وتعاملها مع معطيات ومتغيرات العصر الحديثة بما يرضي ربها.. صامدة في وجه كل من يحاول المساس بامن واستقرار مواطنيها. وفي مثل هذااليوم الذي تقف فيه النفس شامخة معتزة بالنجاحات الباهرة التي حققتها التجربة التنموية السعودية الحافلة بالعديد من المنجزات الحضارية تدرك ان كل ما تحقق لهذا الكيان العظيم يعود بعد فضل الله عز وجل الى الحنكة السياسية التي تدار بها شؤون البلاد والتي وضع لبناتها موحد البلاد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ومشى على نهجها ابناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد حتى وصلت الى ما وصلت اليه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله مما جعل منها دولة رائدة في عالمنا المعاصر في شتى المجالات. والمتابع لتاريخ المملكة يجد ان البلاد عاشت في هذه الفترة الزمنية نقلة حضارية كبرى اتسمت بالتوازن بين الاصالة والمعاصرة استكملت فيها البنى الاساسية للخدمات العامة وللقاعدة الاقتصادية للمشروع الاجتماعي الحضاري مع المحافظة على المبادىء والقيم الاسلامية السليمة. ان الفترة التي تولى فيها خادم الحرمين الشريفين زمام الامور تميزت بالازدهار في كافة جوانب الحياة وبرزت نهضة حضارية كبرى بعد ان ارسى سياسة التعليم منذ ان كان وزيرا للمعارف قبل توليه الحكم وواصل يحفظه الله هذا الاهتمام بتوجيه الشباب السعودي نحو التأهيل العلمي وظهرت في عهده الجامعات الجديدة وكليات ومعاهد حديثة في مختلف مجالات الحياة كالتقنية والعلوم التجريبية التي جعلت المملكة تتبوأ مراكز متقدمة في المجالات الطبية والعلمية والتقنية. ولاشك في ان ما جعل المملكة رياضيا في مقدمة الدول المنافسة في المسابقات القارية والدولية وحاضرة في كافة المحافل الشبابية هو ذلك الدعم والرعاية الكريمة التي حظى بها قطاع الشباب والرياضة والتي تجسدت في تسخير كافة الامكانات للشباب لصقل مواهبهم واستثمار اوقاتهم بما يفيدهم ويفيد مجتمعهم, وانشاء المدن والاندية والصالات والملاعب الرياضية الضخمة وبيوت الشباب في كافة مناطق المملكة مما انعكس على تسارع النمو الرياضي خلال السنوات الماضية ووصوله بكل اقتدار الى العالمية. وبذلك فان المملكة صنعت تجربة فريدة في التنمية الحضارية السعودية تميزت بقفزات قياسية متسارعة نقلت المواطن السعودي من دور المستهلك الى دور المنتج وحولت كافة القطاعات في المملكة الى مؤسسات عصرية تنطلق من ثوابت اسلامية نحو مستقبل مشرق بإذن الله. وبهذه المناسبة الوطنية العزيزة على الجميع فان الشباب السعودي يجدد ولاءه لقيادته الحكيمة وتشبثه بالعقيدة الاسلامية السمحاء, نابذا كل فكر دخيل واعتقاد فاسد لا يمت بصلة للمصادر الامينة للعقيدة الاسلامية المتمثلة في الكتاب والسنة واجماع الامة. وسيظل بإذن الله الشباب السعودي ينأى بنفسه عن كل سلوك منحرف وكل فكر ضال مؤكدا عزمه بفضل الله ثم بدعم قيادته على مواصلة مسيرته الوطنية والتنموية بعيدا عن تأثير الجماعات الضالة وينأى بنفسه عن كل سلوك منحرف وكل فكر ضال. وسيبقى الشباب هم الدرع الحصينة لامن واستقرار الوطن.. وسيبقى اليوم الوطني لهذه البلاد المناسبة الهامة في استشعار المواطن السعودي لدوره ومسؤولياته الدينية والوطنية في مواجهة كل تيارات الشر التي تسعى ملؤها حقد وضلال الى زعزعة امنه واستقراره والمساس بثوابته ومعتقداته الاسلامية الصحيحة وخصوصا في هذه الفترة التي تعرت فيها المخططات الدنيئة والنوايا المسمومة التي تحاول النيل من هذه البلاد الطاهرة وابنائها والتشويش على مسيرة النمو والتطور التي تشهدها في كافة المجالات. سائلا الله العلي القدير ان يحفظ لهذه البلاد امنها واستقرارها في ظل قيادتها الرشيدة وان يعز بها دينه انه سميع مجيب. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. * الرئيس العام لرعاية الشباب