أكد الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد مستشار الديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة، على أن الانتماء الوطني يحتم التناصح فيما بيننا، وأنه من المهم أن تختار الطريقة المناسبة لتقديم النصيحة لأخيك حتى يتقبل منك النصيحة، لأن الزميل يسمع غالباً ويتقبل من زميله أكثر مما يسمع أو يتقبل من أبيه، وهذا الأمر معروف، ولهذا أخوك يسمع منك أكثر مما يسمع من أبيه، وهذا الأمر طبيعي جداً؛ لأن الأجيال تتوافق مع بعضها البعض، فالأب له جيله والابن له جيله.وقال: "لا أشك بوطنية أي شخص، لأن حب الوطن فطري كما أن الطيور تحب أعشاشها والحيوانات تحب أكنتها، فأنتم يا أبنائي تحبون بالطبع وطنكم لأن الله جعل ذلك في فطرتنا، لكن المهم أن يكون لدينا مقاييس لحب الوطن، مثلا في بيوتنا لا يوجد من لا يحب بيته لأن البيت هو المأوى بالنسبة له بجانب أمه وأبيه وإخوته". وأضاف بن حميد خلال محاضرة بمدارس الرياض قدمها مؤخرا: إن المواطنة حقوق وواجبات، وإنه عندما نعزز قيمة الأخلاق والمسؤولية والشورى والمساواة والتعايش فيما بيننا أبناء الوطن الواحد، فإننا سنتعايش في أمن وسلام ونخدم ديننا ووطننا ونلتف حول ولاة أمرنا، ونفخر بانتمائنا لهذا الدين ولهذا الوطن. وأشار إلى أنه ولأجل اختبار انتمائنا لوطنا أولاً، يجب أن نعرف ما هو وطننا، والحمد لله، الله عز وجل خصنا في المملكة العربية السعودية بالحرمين الشريفين، ولذلك انتمائنا للمملكة والحرمين الشريفين يعطينا مسؤوليات كبيرة جداً، كذلك انتمائنا لديننا، ومن ثم وطننا لأن الوطن ليس جدراناً ولا حجارة ولا حصى ولا جبالاً، فالوطن هو المواطن والمجتمع والانتماء، فوطننا المملكة العربية السعودية بوحدتها ودستورها الذي هو كتاب الله وسنه نبينا عليه الصلاة والسلام ورايتها راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، فالوطنية تعني أن أكون تحت هذه المظلة، وأن أكون صادقا تحت هذه الراية، وأيضاً هذا الولاء يكون لأهلي وبلدي وولاة أمري؛ لأن الطاعة لولي الأمر من مؤكدات الوطنية.