حاجة إنسانية نابعة من الشعور بالانتماء فلا يمكن لإنسان أن يحيا بدون أن يشعر بالانتماء لوطنه الذي نماء فيها وترعرع و لا يمكن لوطن أن ينمو و يزدهر بدون الإنسان فما قيمة الام بلا ولد و كيف للولد أن يبقى بلا أم ؟! إن قيمة الوطن تنبثق من ذلك الاشباع الداخلى لدى الفرد و الجماعات و لأننا نحتاج الوطن ننهض به و لأنه يحتاجنا نشعر بالمسئولية تجاهه فنقدم له ما يشعرنا بمعنى الحياة فيه و ما يكمل إنسانيتنا و يجعلنا نحيا ونعيش لنعبد الله بأمن وأمان كما أمرنا الله سبحانه و تعالى حيث قال في محكم آياته (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والإنس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) و من هذه الفكرة علينا أن نعبد الله في تحقيق هويتنا الواضحة التي نتقرب بها إلى الله تعالى و التي من خلالها ننهض بأنفسنا و بمن حولنا كي نجدد معنى الوطنية في قلوبنا و في حياتنا إذ من غير المعقول أن يكون هناك وطن بلا شعب أو يحيا شعب بلا وطن فالانتماء للوطن شعور داخلي يعزز روح الوطنية و يشعرنا بالسعادة النفسية و الإجتماعية . و لك أن تتخيل نفسك بدون وطن ..! إن مجرد تخيلك ذلك يصيبك بالإحباط و يشعرك بالضياع وهذا يجعلك تدرك القيمة الكبيرة لمعنى الوطن و من أجل أن نحافظ على وطنيتنا علينا أن نتقبل بعضنا البعض و نتقبل إختلافاتنا و ننهض بأنفسنا و تهذيبها وترويضها على تطبيق السلوكيات الحميدة والأخلاق الفاضلة وفق تعاليم ديننا الحنيف الذي يحث الإنسان على حب الوطن ؛ و خير دليلٍ على ذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف يُخاطب مكةالمكرمة مودعاً لها وهي وطنه الذي أُخرج منه ، فقد روي عن عبد الله بن عباسٍ ( رضي الله عنهما ) أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة :" ما أطيبكِ من بلد ، وأحبَّكِ إليَّ ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ " رواه الترمذي فحب الوطن في قلب كل منّا و كل فرد منّا له مكانته و دوره الذي به ينهض الوطن فهل عرفت قيمتك بين أحضان الوطن ؟ إذن عليك أن تعتني جيدا بنفسك و بتطويرها و تنميتها فكريا و نفسيا و بدنيا فهناك دور كبير ينتظرك و مساحة جميلة أنت تسير تجاهها " فقط أحب الله ثم الوطن " و ابدأ التعبير عن حبك لوطنك بما يرضي الله ورسولة وولات الأمر فكل يوم تطلع فية الشمس فهو يوم وطن ! .